ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا اتخذ قرارًا بالاستقالة من منصبه، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتفادي حدوث انقسام داخلي عميق في صفوف الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم. وأوضحت الهيئة أن مكتب رئيس الوزراء الياباني لم يقدّم تعليقًا رسميًا على هذه الأنباء عند طلبه، بحسب رويترز.
وخلال فترة قيادته، واجه إيشيبا سلسلة من التحديات السياسية الصعبة، إذ فقد التحالف الذي يقوده الحزب الليبرالي الديمقراطي أغلبيته داخل غرفتي البرلمان منذ وصوله إلى السلطة العام الماضي، وهو ما عزته المعارضة ووسائل الإعلام إلى تزايد سخط الناخبين من الارتفاع المتواصل في تكاليف المعيشة. وفي ظل هذا الوضع، أعلن مسؤولون كبار أن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا أبلغ محيطه السياسي بنيته مغادرة المنصب، وهو ما يتزامن مع اجتماع الحزب الليبرالي الديمقراطي المرتقب يوم الاثنين لتقرير ما إذا كان سيُجري انتخابات استثنائية على زعامة الحزب قبل موعدها المحدد في عام 2027.
وكانت حكومة إيشيبا قد أنهت الأسبوع الماضي إعداد التفاصيل النهائية لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، في وقت اشتدت فيه الانتقادات الموجهة إليه. حتى المقربين من إيشيبا بدأوا في توجيه الانتقاد لسياساته، معتبرين أن إصراره على الاستمرار في السلطة رغم تراجع شعبية الحزب يزيد من حدة الأزمة. وعلى الرغم من ذلك، أكد رئيس الوزراء الياباني في تصريحات سابقة أنه يفضل اتخاذ قراره بشأن مستقبله السياسي “في الوقت المناسب”، مشددًا على رغبته في استكمال برنامجه السياسي وأهدافه الإصلاحية.
لكن الضغوط لم تتوقف، إذ واصل أعضاء الحزب البارزون الدعوة إلى تحمّل المسؤولية بعد خسارة الأغلبية في مجلس المستشارين خلال انتخابات يوليو، الأمر الذي جعل موقف إيشيبا أكثر هشاشة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض مساعديه المقربين عرضوا الاستقالة من مواقعهم القيادية داخل الحزب، في محاولة للتخفيف من الضغوط الواقعة على رئيس الوزراء الياباني.
ويُذكر أن إيشيبا وصل إلى قيادة البلاد بعد محاولات متكررة لرئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي، إذ نجح في الفوز أخيرًا بمنصب رئيس الوزراء الياباني بعد أربع محاولات سابقة باءت بالفشل. غير أن فترة حكمه اتسمت بالاضطراب السياسي، فقد خسر ائتلافه الحاكم الأغلبية في مجلس النواب خلال الانتخابات العامة الأخيرة، ثم جاءت هزيمة التحالف المشترك بين الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر، حزب كوميتو، في مجلس الشيوخ يوم 20 يوليو، لتضاعف الانتقادات الموجهة لأداء رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا.
يُعد شيجيرو إيشيبا، البالغ من العمر 67 عامًا، من أبرز وجوه الحزب الليبرالي الديمقراطي في اليابان. وكان دخل البرلمان عام 1986 وهو في التاسعة والعشرين، ليصبح أصغر نائب في حينه. وينحدر إيشيبا من عائلة سياسية بارزة؛ فوالده جيرو إيشيبا كان حاكم محافظة توتوري ووزيرًا للداخلية. وعلى مدى مسيرته، تقلّد إيشيبا مناصب وزارية مهمة، بينها الدفاع والزراعة، واشتهر بتركيزه على قضايا الأمن القومي. رغم إخفاقاته المتكررة في سباق قيادة الحزب، واصل محاولاته حتى وصل أخيرًا إلى منصب رئاسة الوزراء بعد خمس محاولات.
ويُعرف إيشيبا أيضًا باهتماماته الشخصية غير التقليدية؛ فهو من عشاق النماذج العسكرية المصغرة والسكك الحديدية، كما أنه قارئ نهم للأدب الياباني والمانغا. وفي برامجه السياسية الأخيرة، أكد نيته إنشاء وزارة خاصة بالكوارث، وتنشيط المناطق الإقليمية، مع استمرار السياسات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومات السابقة.
اقرأ أيضًا:
اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق.. من هو شينزو آبي؟
ما الذي يمكن توقعه من زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى دول الخليج؟
«العدل الدولية» تنتخب الياباني يوجي إيواساوا خلفًا لنواف سلام