logo alelm
قمة شنغهاي “التاريخية”.. الصين تتحدى النظام الغربي

تستضيف الصين يوم الأحد المقبل اجتماعاً لمدة يومين في تيانجين لقادة ومندوبين من دول آسيوية وشرق أوسطية متنوعة، وذلك في إطار قمة شنغهاي للتعاون (SCO).

تضم الحضور شخصيات بارزة من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

قمة تاريخية في توقيت حاسم

صنفت السلطات الصينية هذه القمة كواحدة من أهم الاجتماعات في تاريخ المنظمة. يشارك في هذا التجمع قادة من كوريا الشمالية وميانمار بالإضافة إلى ممثلين عن دول أوروبية مثل صربيا وسلوفاكيا.

يُتوقع أيضاً حضور وفود من 16 دولة شريكة ومراقبة، بما في ذلك عدد من الدول العربية مثل السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت ومصر، بالإضافة إلى تركيا وكمبوديا.

تأتي القمة أيضاً قبل عرض عسكري كبير في بكين، سيؤكد على قدرات الصين العسكرية المتقدمة بسرعة.

تمنح هذه القمة بوتين فرصة للحصول على اهتمام دولي بعد لقائه مع ترامب في ألاسكا، في الوقت الذي يواجه فيه ضغطاً متصاعداً لوقف الأعمال العدائية في أوكرانيا.

قبل وصوله، أشاد بوتين بالشراكة بين الصين وروسيا، واصفاً إياها بأنها “قوة استقرار عالمية”.

وفي مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، عبر عن الهدف المشترك بإنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب عادل، يعكس نيتهم في تحدي النظام الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يرونه غير عادل.

قوة تمثل 40% من سكان العالم

تضم منظمة شنغهاي للتعاون أعضاء مثل روسيا والهند وباكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، حيث تسيطر مجتمعة على موارد الطاقة العالمية الكبيرة وتمثل حوالي 40% من سكان العالم.

رغم أن الحضور يتباينون في التوترات الوطنية والأيديولوجيات السياسية، قد يعزز هذا التنوع رسالة شي.

أوضحت بيا أك، مديرة مركز أبحاث السياسات الاستراتيجية في جامعة لاهور، أن بكين تهدف لإظهار أنها وسيط أساسي في أوراسيا، قادر على توحيد الخصوم وتعزيز الاعتماد المتبادل في ظل المنافسة بين القوى العظمى.

وقالت: “الصورة واضحة: الصين ليست مجرد مشارك في بناء النظام الإقليمي؛ إنها المهندسة والمضيف الرئيسي”.

عودة مودي بعد غياب سبع سنوات

يعزز حضور رئيس الوزراء ناريندرا مودي من ثقل قائمة ضيوف شي، خاصة بعد غيابه عن القمة العام الماضي في كازاخستان.

وصوله إلى تيانجين يتزامن مع تدهور علاقاته مع واشنطن، بينما تعمل بكين ونيودلهي على تخفيف التوترات بينهما — وهو إعادة ترتيب ناشئة قد تهدد جهود الولايات المتحدة لوضع الهند كثقل مضاد لصعود الصين.

دلالات تاريخية وجغرافية

اختيار تيانجين كمكان انعقاد يحمل دلالات تاريخية، إذ كانت ميناءً أُجبر على فتحه القوى الاستعمارية في القرن التاسع عشر مع حصول الدول الأوروبية واليابان الإمبراطورية على تنازلات أرضية هناك. كما كانت مدينة مهمة احتلتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.

في تيانجين، رُفعت لافتات باللغات الإنجليزية والروسية والصينية للإعلان عن القمة، وفرضت السلطات قيوداً على الحركة في مركز المدينة استعداداً للترحيب الرسمي الذي يميز الدبلوماسية الصينية عالية المستوى.

توسع المنظمة وأهدافها

منذ تأسيسها في 2001، توسعت منظمة شنغهاي للتعاون من تركيزها الأساسي على التعاون الأمني الإقليمي بين الدول المؤسسة.

أعضاء المنظمة يشاركون في تدريبات مكافحة الإرهاب، ويتبادلون المعلومات لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف، ويهدفون إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتجارة والطاقة.

كما يدافعون عن نظام دولي “عادل” لا يهيمن عليه قوة عظمى واحدة وحلفاؤها. انضمام إيران إلى المنظمة في 2023، تبعه انضمام بيلاروسيا العام الماضي، يُنظر إليه كمحاولة من بكين وموسكو لجعل المنظمة أكثر وضوحاً كقوة معارضة للغرب.

تحديات وتوقعات

مع تصاعد التوترات وعدم اليقين بين بعض الدول والولايات المتحدة تحت إدارة ترامب، من المرجح أن تعكس ملاحظات شي في القمة هذا الواقع.

يتطلع المراقبون لمعرفة ما إذا كانت هذه القمة ستعزز الزخم نحو مزيد من التكامل الاقتصادي بين أعضاء المنظمة، خاصة في مجالات التجارة الإقليمية والتمويل التنموي.

حذر المحلل شين دينغلي في شنغهاي قائلاً: “دون فحص دقيق لمهمة منظمة شنغهاي وكيفية معالجة النزاعات الداخلية بين أعضائها ومع الدول الخارجية، فإن المنظمة في خطر أن تصبح مجرد منصة للظهور السياسي”.

رغم الدعوات المتكررة للمنظمة لتجنب النهج التكتلية والأيديولوجية أو المواجهة في التعامل مع التهديدات الأمنية، إلا أن القمم الماضية لم تصدر بياناً مشتركاً بخصوص الصراع في أوكرانيا.

مع ذلك، أدانت المنظمة بقوة الإجراءات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران في يونيو.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

تناول الطعام بترتيب معين أفضل لصحتك.. إليك السبب

المقالة التالية

تحذير دولي من إجراء إخلاء جماعي لمدينة غزة