في الوقت الذي يتزايد في المشهد صعوبة كل يوم في غزة وسط ارتفاع أعداد الضحايا جراء القصف الإسرائيلي على الفلسطينيين، أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الأربعاء، تصديقه على خطة للاستيلاء على مدينة غزة، وأمر باستدعاء حوالي 60 ألف جندي احتياطي، إضافة إلى تمديد خدمة 20 ألفًا منهم.
وجاء في نص إعلان وزير الدفاع، “استعدادًا للمرحلة التالية من عملية عربات جدعون 2، صدر صباح اليوم حوالي 60 ألف أمر احتياط”، موضحًا أنه تم اتخاذ قرار استدعاء قوات الاحتياط بعد دراسة هيكل قوات الاحتياط اللازمة لمواصلة القتال.
وأشار إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يُقدّر مساهمة جنود الاحتياط في ضمان أمن الدولة، وسيواصل العمل على الحفاظ على ظروف خدمة مناسبة وتوزيع مثالي للحمل، مضيفًا “مع اكتمال العملية، ستتغير ملامح غزة، ولن تعود كما كانت في الماضي”.
وكان رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي، إيال زامير، قد أعلن موافقته على خطة الهجوم على قطاع غزة، بما في ذلك الهجوم على منطقة الزيتون، مع التشديد على ضرورة رفع الجاهزية القتالية للقوات.
يأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، حيث أعلنت حماس استعدادها لجولة جديدة من المحادثات تهدف إلى إنهاء قرابة عامين من الحرب. وأعلنت مصر وقطر، وساطتهما في الاتفاق الجديد الذي تم إرساله إلى إسرائيل، والذي تضمن هدنة أولية لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح جزئي للرهائن، والإفراج عن بعض السجناء الفلسطينيين والمحتجزين إداريًا، بالإضافة إلى شروط تسمح بدخول المساعدات.
وأشار مسؤول عسكري، إلى أن جنود الاحتلال الاحتياط لن يعودوا إلى الخدمة قبل سبتمبر المقبل، ما يعني أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بشأن شروط وقف إطلاق النار قبل البدء في تنفيذ خطة الاستيلاء على غزة، لافتًا إلى أنه سيكون هناك خمس فرق عاملة في القطاع، وأنه من غير المتوقع أن يشارك معظم جنود الاحتياط في القتال بمدينة غزة.
ومن ناحية أخرى أعرب عدد كبير من أسر رهائن جيش الاحتلال، عن رفضهم للعملية الموسعة في غزة وسط تصاعد الاتهامات للحكومة بتعمد استمرار الحرب لأسباب سياسية في ظل فشلهم في إعادة الرهائن المتبقيين، ما دفع عشرات الآلاف من المستوطنين للخروج خلال الأيام الماضية إلى شوارع مدينة تل أبيب، مطالبين بإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
يأتي ذلك في ظل استمرار عمليات القصف العنيفة في غزة، حيث لقي 48 شخصًا حتفه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية جراء الغارات والنيران الإسرائيلية في أنحاء القطاع وفقًا لوكالة الدفاع المدني في غزة، وصرح المتحدث باسم الوكالة، بأن الوضع خطير للغاية في حي الزيتون والصبرة بمدينة غزة، وأن القصف المدفعي مستمر بشكل متقطع.