وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، اتهامًا مباشرًا للحكومة الإسرائيلية الحالية بأن خططها لبناء “مدينة إنسانية” في رفح قد ترقى إلى مستوى التطهير العرقي، واصفًا إياها بأنها ستكون “معسكر اعتقال” للفلسطينيين، ومؤكدًا أن إسرائيل ترتكب بالفعل جرائم حرب في غزة والضفة الغربية.
انتقد “أولمرت” في مقابلة مع صحيفة “الجارديان” البريطانية، الخطة التي اقترحها وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وتحظى بدعم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والتي تهدف لبناء ما يسمى بـ”المدينة الإنسانية” على أنقاض جنوب غزة لإيواء سكان القطاع.
وقال أولمرت بشكل صريح: “إنه معسكر اعتقال.. أنا آسف”، وأضاف أنه بمجرد نقل الفلسطينيين إلى هذا المعسكر، لن يُسمح لهم بالمغادرة، وهو ما يجعله وسيلة للترحيل القسري.
وأوضح أولمرت أنه “إذا تم ترحيل الفلسطينيين إلى هذه المدينة الإنسانية’ لجديدة، فيمكنك القول إن هذا جزء من التطهير العرقي”.
وأشار أن التصريحات العنيفة الصادرة عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية، والتي تدعو إلى “تطهير” غزة وبناء مستوطنات فيها، تجعل الادعاءات الحكومية بأن الهدف من المخيم هو حماية الفلسطينيين “غير ذات مصداقية”، فالفهم الحتمي لهذه الاستراتيجية، بحسب أولمرت، ليس إنقاذ الفلسطينيين، بل ترحيلهم وطردهم بشكل نهائي، محذرًا من أن هذه السياسات قد تؤدي في النهاية إلى تطهير عرقي شامل.
لم تقتصر اتهامات أولمرت على غزة، بل امتدت لتشمل الضفة الغربية المحتلة، حيث وصف أولمرت هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بأنها “جرائم حرب لا تغتفر وغير مقبولة”.
وأكد أن هذه الهجمات، التي أجبرت سكان عدة قرى على الفرار من منازلهم، ليست أعمالًا فردية من متطرفين، بل “عمليات مستمرة منظمة ومنسقة بأكثر الطرق وحشية وإجرامية من قبل مجموعة كبيرة” تحظى بدعم وحماية من السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، وهو ما يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التطهير العرقي البطيء.
كما وصف أولمرت الوزراء المتطرفين في الحكومة الذين يدعمون العنف في غزة والضفة الغربية بأنهم “العدو من الداخل”، معتبرًا أنهم يشكلون تهديدًا لأمن إسرائيل طويل الأمد يفوق أي عدو خارجي.
عزا أولمرت الغضب الدولي المتزايد ضد إسرائيل إلى المعاناة الشديدة في غزة وفظائع المستوطنين في الضفة الغربية، رافضًا تفسير كل الانتقادات على أنها “معاداة للسامية”.
وقال: “لا أعتقد أنهم مجرد معادين للسامية، أعتقد أن الكثيرين منهم مناهضون لإسرائيل بسبب ما يشاهدونه على شاشات التلفزيون وفي شبكات التواصل الاجتماعي”، وأضاف أن هذا رد فعل مؤلم ولكنه طبيعي من أناس يقولون: “لقد تجاوزتم كل الخطوط الممكنة'”.
وفي ختام حديثه، أقر أولمرت بأنه يشعر “بالخجل والحزن” لأن “حرب الدفاع عن النفس تحولت إلى شيء آخر”، مؤكدًا أن الحكومة الحالية مسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب من خلال الإهمال والتسامح مع مستويات غير معقولة من الموت والدمار، وهو ما دفعه للحديث علنًا لفضح هذه الممارسات التي قد تنتهي بعملية تطهير عرقي واسعة.