دخل الصراع الإيراني الإسرائيلي مرحلة جديدة بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري والاستخباراتي غير المسبوق، بدأت بإجراءات إسرائيلية داخل إيران وانتهت بضربات أميركية مباشرة استهدفت منشآت نووية حساسة.
ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفًا لإطلاق النار، وافقت كل من إيران وإسرائيل على التهدئة، رغم استمرار الهجمات في اللحظات الأخيرة وسقوط ضحايا من الجانبين، وهو ما يفتح باباً للعديد من التساؤلات حول طبيعة المرحلة القادمة وحقيقة انتهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي.
يبدو أن هدف الولايات المتحدة ليس “تغيير النظام” في طهران، بل منعها من إعادة بناء قدرتها النووية والعسكرية، تركز واشنطن وتل أبيب على إضعاف القدرات الإيرانية بشكل دائم، وردعها عن العودة إلى تخصيب اليورانيوم أو دعم الميليشيات المسلحة، وهذا ما يحدد شكل المرحلة القادمة في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
السؤال المطروح الآن هو: هل ستمنع حرب الـ12 يومًا إيران من امتلاك سلاح نووي؟، يرجح الخبراء أنه من الناحية الواقعية، لا تزال إيران قادرة على التخطيط سريًا لإعادة إحياء برنامجها النووي، ما يجعل استمرار الصراع الإيراني الإسرائيلي احتمالًا دائمًا، لا مجرد حدث طارئ.
بات واضحًا أنه لا شيء يردع إسرائيل من الهجوم على أي طرف ترى أنه سيصل لقوة تهدد تفوقها العسكري النوعي، ما يعني أن أي محاولة إيرانية لإعادة بناء صواريخها أو منشآتها النووية ستُقابل برد عسكري مباشر.
وتعتبر هذه المعادلة هي لبّ الصراع الإيراني الإسرائيلي الجديد، حيث يسعى الكيان المحتل لاستمرار تفوق إسرائيل وسيطرتها الجوية والاستخباراتية.
رغم الضربات، من غير الواضح تمامًا حجم ما تبقى من القدرات النووية الإيرانية، وهو ما سيُحدد مستقبل الصراع الإيراني الإسرائيلي، وستكون التحقيقات الاستخباراتية القادمة حاسمة، إذ أن أي نشاط إيراني لإعادة التخصيب سيُقابل بعقوبات أو ضربات، وقد يُعيد إشعال الأزمة بالكامل، وعلى الرغم من أن الخيار الدبلوماسي ما زال قائمًا، لكنه بحاجة إلى شروط صارمة وآليات تفتيش فعالة قد ترفضها إيران.
تُعد نهاية أغسطس تاريخًا مفصليًا في مسار التفاوض، حيث تنتهي صلاحية بعض أدوات الضغط الدولي مثل آلية إعادة فرض العقوبات في مجلس الأمن.
وسيعيد فشل التوصل إلى اتفاق نووي جديد بحلول هذا الموعد إيران إلى عزلة دولية خانقة، ما يُرجّح أن يشهد الصيف تصعيدًا سياسيًا ودبلوماسيًا في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
رغم أن التركيز الآن على إيران، فإن قطاع غزة يبقى جزءًا من المعادلة، حيث تسعى واشنطن للتوصل إلى وقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، مقابل إطلاق حماس عشرة رهائن.
وفشل الاتفاق سيعني استمرار الحرب، ونجاحه سيفتح الباب لمرحلة سياسية جديدة تُعزز المكاسب الإسرائيلية في الصراع الإيراني الإسرائيلي، حيث ستتخلص إسرائيل من جبهة تستنزف قوتها بشكل كبير.
المفارقة أن هذه الأزمة قد تُمهّد الطريق إلى شرق أوسط أكثر استقرارًا، فإن انتهاء الحرب في غزة، وتقييد البرنامج النووي الإيراني، كلها عوامل قد تحول مسار الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى مسار تفاوضي، لكن الواقع الإقليمي المعقد يجعل من هذا المسار هشًا ومتقلبًا.
أثبتت الأحداث الأخيرة أن حسابات القوى في الشرق الأوسط تتغير بسرعة، وبينما يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة حققتا نصرًا تكتيكيًا، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح هذه المكاسب في إنهاء الصراع الإيراني الإسرائيلي، أم أننا نشهد فقط نهاية فصل وبداية آخر؟ الأيام والأسابيع المقبلة ستجيب.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
بعد إعلان اغتياله.. ظهور إسماعيل قاآني في قلب طهران
قرار إيراني بوقف الرقابة الدولية النووية.. هل أُغلق باب المفاوضات؟
هل نجح ترامب في تدمير القدرة النووية لإيران؟ تقرير استخباراتي يفجر مفاجأة