اكتظت شوارع العاصمة البنغلاديشية دكا، اليوم السبت، بجنود الجيش؛ لتطبيق حظر التجول الذي يهدف إلى قمع الاحتجاجات الدامية التي قادها الطلاب ضد حصص الوظائف الحكومية والتي أسفرت عن مقتل 105 أشخاص على الأقل.
ويستمر تعليق خدمات الإنترنت والرسائل النصية قائمًا منذ يوم الخميس، مما أدى إلى عزل بنجلاديش عن العالم في الوقت الذي قامت فيه الشرطة بقمع الاحتجاجات التي استمرت على الرغم من حظر التجمعات العامة.
وبالإضافة إلى القتلى، تسببت الاشتباكات في إصابة الآلاف، وفقًا لبيانات من المستشفيات في جميع أنحاء بنغلاديش، فما سبب هذا العنف؟
على مدى خمسة أيام، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وألقت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين، حيث اشتبك المتظاهرون مع أفراد الأمن، وقاموا بإلقاء الطوب وإشعال المركبات.
اندلعت المظاهرات الأكبر منذ إعادة انتخاب رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة، لولاية رابعة على التوالي هذا العام، بسبب قانون يقوّض التوظيف في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، الذين يشكلون ما يقرب من خمس سكان الدولة الواقعة في جنوب آسيا البالغ عددهم 170 مليون نسمة.
حاول الطلاب من خلال المظاهرات إظهار غضبهم ضد الحصص المثيرة للجدل في الوظائف الحكومية، بما في ذلك 30^ لأسر أولئك الذين قاتلوا من أجل الاستقلال عن باكستان.
وكانت حكومة حسينة قد ألغت نظام الحصص في عام 2018، لكن المحكمة أعادته الشهر الماضي.
وفي منطقة نارسيندي بوسط دكا، اقتحم المتظاهرون سجنًا يوم الجمعة وأطلقوا سراح أكثر من 850 سجينًا قبل إشعال النار في المنشأة، حسبما ذكرت قنوات تلفزيونية نقلاً عن الشرطة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن سكرتيرها الصحفي أن حسينة تخلت عن خططها للمغادرة يوم الأحد لزيارة إسبانيا والبرازيل بسبب الاحتجاجات.
وقال طارق الرحمن القائم بأعمال رئيس حزب بنغلاديش الوطني المعارض الرئيسي إن العديد من زعماء أحزاب المعارضة والناشطين والطلاب المحتجين اعتقلوا.
وقال المتظاهرون في رسالة نصية إن الشرطة ألقت القبض على ناهد إسلام، المنسق البارز لتحريض الطلاب، في الساعة الثانية صباح يوم السبت.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان الدولية تعليق خدمة الإنترنت وتصرفات قوات الأمن.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بقلق عميق إزاء أعمال العنف والخسائر في الأرواح.
