السلفادور تتصدر العالم في معدلات السجن.. و9 ولايات أميركية بين العشرة الأوائل

نوفمبر ٣, ٢٠٢٥

شارك المقال

السلفادور تتصدر العالم في معدلات السجن.. و9 ولايات أميركية بين العشرة الأوائل

أظهر تقرير حديث أن السلفادور سجّلت أعلى معدل للسجن في العالم لعام 2024، بينما جاءت تسع ولايات أميركية ضمن قائمة أعلى عشر مناطق من حيث عدد السجناء إذا جرى التعامل مع كل ولاية كدولة مستقلة، في مفارقة لافتة تربط بين دول تُدار بأنظمة مختلفة لكنها تشترك في اتساع سياسات الردع العقابي.

وتصدرت السلفادور القائمة، بمعدل 1086 سجينًا لكل 100 ألف نسمة، مدفوعة بحملة أمنية شاملة أطلقها الرئيس نايب بوكيلي ضد شبكات الجريمة المنظمة منذ عام 2022. ووفق التقرير الصادر عن «Prison Policy Initiative»، شهدت البلاد اعتقال عشرات الآلاف من المواطنين، بينهم نسبة تُقدّر بـ8% من الشباب الذكور، وسط انتقادات حقوقية واسعة لضعف إجراءات التقاضي وغياب المحاكمات المكتملة.

وتُقدّم حكومة بوكيلي سياستها بوصفها «حربًا ضرورية على العصابات» أثمرت انخفاضًا حادًا في معدلات الجريمة، بينما ترى منظمات دولية أن الإجراءات تضرب منظومة العدالة وتفتح الباب لانتهاكات واسعة.

الولايات المتحدة.. «قوة سجنية» داخليًا

ورغم موقعها المتراجع نسبيًا عند النظر إلى المتوسط الوطني (614 سجينًا لكل 100 ألف نسمة)، تكشف البيانات أن الولايات المتحدة قد تتصدر المشهد العالمي لو حُسبت معدلات الحبس حسب كل ولاية على حدة.

فقد جاءت لويزيانا ثانيًا عالميًا بمعدل 1067 سجينًا لكل 100 ألف، تليها مسيسيبي (1020) وأركنساس (912) وأوكلاهوما (905). كما سجلت ولايات جنوبية أخرى معدلات مرتفعة، بينها ألاباما وكنتاكي وجورجيا وتينيسي.

وتبرز واشنطن العاصمة في المرتبة العاشرة عالميًا بنسبة 816 سجينًا لكل 100 ألف نسمة، متقدمة على كوبا التي حلّت بمعدل 794 سجينًا لكل 100 ألف.

أكبر نظام سجني في العالم

إلى جانب معدلات الحبس المرتفعة، تمتلك الولايات المتحدة أكبر عدد من السجناء في العالم؛ إذ تضم ولاية تكساس وحدها نحو 219 ألف نزيل، رغم تراجعها إلى المرتبة الـ15 على مستوى الولايات بمعدل 751 سجينًا لكل 100 ألف نسمة.

ويشير التقرير إلى أن معدلات السجن في الولايات المتحدة تضاعفت أكثر من ست مرات منذ عام 1972، مدفوعة بسياسات «القانون والنظام» والحرب على المخدرات وتشريعات العقوبات المشددة.

تفاوت عالمي.. وبدائل في الغرب الأوروبي

في المقابل، تظهر دول اسكندنافية مثل فنلندا في ذيل القائمة العالمية بمعدل لا يتجاوز 51 سجينًا لكل 100 ألف نسمة، بينما تسجل كندا 88 سجينًا لكل 100 ألف، ما يعكس اختلافًا جذريًا في الفلسفة العقابية بين الدول.

وتأتي رواندا، المعروفة بتاريخ صراعاتها، بمعدل 637 سجينًا لكل 100 ألف، أقل من 15 ولاية أميركية.

وتثير هذه الأرقام نقاشًا متجددًا حول جدوى سياسات الحبس المكثف، وحدود العلاقة بين الأمن وحرية الأفراد. فبينما تقول حكومات مثل حكومة السلفادور إن السجون ضرورة لردع الجريمة، تُظهر التجارب الغربية أن بدائل الإصلاح والعلاج الاجتماعي قد تساهم في خفض الجريمة دون توسع في الاحتجاز.

وبين نظامين، تظل الخلاصة واحدة، أن السباق إلى القمة في معدلات الحبس لا يعكس بالضرورة تفوقًا في الأمن، بقدر ما يكشف عن تحديات اجتماعية وسياسية عميقة.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech