أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الأحد، أن بلاده أجرت بنجاح اختبارًا حاسمًا على صاروخ بوريفيستنيك العابر للقارات، وهو سلاح استراتيجي يعمل بالطاقة النووية وقادر على حمل رؤوس نووية، مؤكدًا أن موسكو ستمضي قدمًا نحو نشره.
ويأتي هذا الإعلان، الذي تزامن مع تدريبات نووية أجريت الأسبوع الماضي، كرسالة بأن روسيا لن تخضع للضغوط الغربية بشأن الحرب في أوكرانيا، خاصة مع اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا أكثر تشددًا.
ما نعرفه عن صاروخ بوريفيستنيك
كشف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، في تقرير قدمه لبوتين، أن الصاروخ قطع مسافة 14 ألف كيلومتر خلال الاختبار الذي جرى في 21 أكتوبر، وبقي في الجو لمدة 15 ساعة تقريبًا، معتمدًا على محركه النووي.
وتؤكد موسكو أن صاروخ بوريفيستنيك، الذي يطلق عليه حلف الناتو اسم “SSC-X-9 Skyfall”، هو سلاح “لا يُقهر” أمام أنظمة الدفاع الصاروخية الحالية والمستقبلية، بفضل مداه غير المحدود تقريبًا ومسار طيرانه غير المتوقع.
وقال بوتين، الذي ظهر بالزي العسكري خلال اجتماع مع جنرالات يشرفون على الحرب في أوكرانيا: “إنه سلاح فريد لا يملكه أي طرف آخر في العالم”.
ووفقًا للخبراء، فإن الدفع النووي للصاروخ يسمح له بالبقاء في الجو لأيام، والتحليق على ارتفاعات منخفضة جدًا تتراوح بين 50 و100 متر، مما يجعل اكتشافه بواسطة رادارات الدفاع الجوي أمرًا صعبًا للغاية.
وأوضح خبراء عسكريون روس أن دور صاروخ بوريفيستنيك يتمثل في تدمير ما تبقى من البنية التحتية للعدو بعد توجيه ضربة أولى بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
ورغم التأكيدات الروسية، أبدى خبراء غربيون شكوكًا حول القيمة الاستراتيجية للسلاح، معتبرين أنه لا يضيف قدرات جديدة لا تمتلكها موسكو بالفعل، فضلًا عن المخاوف من إطلاقه لإشعاعات نووية على طول مسار طيرانه.
كما يحمل صاروخ بوريفيستنيك سجلًا حافلًا بالاختبارات الفاشلة، أبرزها حادثة عام 2019 التي أدت إلى مقتل 5 متخصصين نوويين روس في انفجار يُعتقد أنه كان جزءًا من اختبارات تطويره.
ويُنظر إلى توقيت الإعلان على أنه إشارة موجهة إلى واشنطن، مفادها أن روسيا لا تزال منافسًا عسكريًا عالميًا، لا سيما في مجال الأسلحة النووية، وأن مبادراتها بشأن الحد من التسلح يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
وأكد بوتين أن تطوير صاروخ بوريفيستنيك جاء ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية عام 2001 وتوسع حلف الناتو، موجهًا تعليماته للجنرال غيراسيموف بالاستعداد لنشر هذا السلاح.
