تشهد الصناعات الأمريكية خلال السنوات الأخيرة رقابة غير مسبوقة من الهيئات التنظيمية، إذ تم تسجيل ما يقرب من 31 ألف غرامة فيدرالية ومحلية بين عامي 2020 و2024، وفق تقارير حديثة ترصد حجم وتكرار المخالفات عبر 11 قطاعًا اقتصاديًا رئيسيًا، حيث تكشف هذه الأرقام عن اتجاه متصاعد لفرض العقوبات على الشركات الكبرى في مجالات المال، والرعاية الصحية، والطاقة، والتكنولوجيا، وغيرها.
تتصدر المؤسسات المالية قائمة الصناعات الأمريكية من حيث قيمة الغرامات، إذ بلغت قيمة العقوبات المفروضة عليها نحو 65.7 مليار دولار خلال الفترة من 2020 إلى 2024.
وجاءت التسويات الضخمة ضد منصات العملات المشفرة مثل Binance وأصول إفلاس FTX لتضيف وحدها أكثر من 26 مليار دولار من إجمالي المبالغ المفروضة على هذا القطاع.
كما أن البنوك التقليدية لا تزال تدفع ثمن مخالفات سابقة، حيث سددت مؤسسات مثل “جي بي مورجان” و“بنك أوف أميركا” و“ويلز فارجو” مليارات الدولارات بسبب قضايا تتعلق بالاحتيال التجاري وانتهاك العقوبات الدولية.
من حيث عدد القضايا، تتصدر شركات الرعاية الصحية وعلوم الحياة الصناعات الأمريكية الأكثر تعرضًا للعقوبات، إذ سجلت 7,815 غرامة تمثل نحو ربع إجمالي الحالات المسجلة.
ويليها قطاع الموارد الطبيعية بـ5,885 غرامة، ثم خدمات المستهلك بـ2,835 غرامة، بينما جاء قطاع التكنولوجيا والمعلومات في ذيل القائمة بـ677 غرامة فقط.
تضم قائمة المراكز الخمسة الأولى أيضًا الصناعات التي تتعامل مباشرة مع المستهلكين مثل الاتصالات وشركات الطيران والضيافة، حيث تُفرض عليها غرامات نتيجة انتهاكات البيانات أو الإعلانات المضللة أو الأعطال المتكررة.
أما قطاع الصناعات والهندسة، فشهد غرامات تراكمية بلغت 29.7 مليار دولار بسبب الحوادث البيئية وإخفاقات السلامة في مواقع العمل، بمتوسط غرامة يصل إلى 22.5 مليون دولار لكل قضية، وهو الأعلى خارج القطاع المالي.
في ظل الأرباح الهائلة التي تحققها الشركات متعددة الجنسيات، بدأت التساؤلات تثار حول مدى تأثير هذه الغرامات، فالغرامة التاريخية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على “أبل” بقيمة 2 مليار دولار مثلًا، بدت محدودة التأثير، إذ تعادل أرباح الشركة في يومين فقط.
وتكشف هذه الأرقام أن الغرامات رغم ضخامتها قد لا تكون كافية لردع بعض الصناعات الأمريكية عن تكرار المخالفات، ما يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول فعالية العقوبات الاقتصادية في ضبط سلوك الشركات العملاقة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| الجامعات التي تُخرّج أكبر عدد من المليارديرات