دشّن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم الأربعاء، مبادرة “بذرة”، التي تُعد خطوة نوعية جديدة في مسيرة العمل الإنساني والتنموي للمملكة، وتهدف إلى تعزيز مفهوم العطاء المستدام وتحويل المساعدات الإغاثية إلى فرص حقيقية للتمكين والتنمية في الدول المتضررة من الأزمات والكوارث.
جاء ذلك خلال حفل أقيم بحضور المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، ونائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والجهات المانحة.
وفي كلمته خلال حفل التدشين، أكد الدكتور عبد الله الربيعة أن إطلاق مبادرة “بذرة” يأتي انطلاقًا من قناعة راسخة لدى مركز الملك سلمان للإغاثة بأن التنمية الحقيقية تبدأ عندما يُمكَّن الإنسان من النهوض بنفسه وتحسين واقعه.
وقال الربيعة: “نحتفي اليوم بتدشين مبادرة بذرة التي تنطلق من إيماننا بأن أصغر ما يُزرع يمكن أن يثمر أعظم مما يُمنح، وأن العطاء لا يكتمل إلا عندما يتحول إلى تمكين”. وأضاف أن مبادرة “بذرة” تمثل تحولًا في فلسفة العمل الإنساني، إذ تهدف إلى آفاقًا رحبة للمجتمعات، وتحويل المعاناة إلى فرص حقيقية تفتح لهم آفاق الاعتماد على أنفسها بعد الله لتجاوز آثار الكوارث والنهوض من جديد.
وبيّن أن المركز حرص على ترجمة المبادرة إلى مشاريع نوعية واقعية تشمل الزراعة المجتمعية، والدعم التقني، والتدريب المهني، وتمويل المشاريع الريفية الصغيرة، إضافة إلى تسويق منتجاتها عبر وسائل مبتكرة ومستدامة، لضمان تحقيق أثر ملموس ومستمر. وقال الربيعة: “من هذه القناعة، تنطلق بذرة في مسيرة تجمع بين خبرات مؤسساتنا الوطنية، وفي مقدمتها وزارة البيئة والمياه والزراعة، إلى جانب شركائنا من المنظمات الأممية والدولية والمحلية في الدول ذات الاحتياج الإنساني؛ لتشكّل منظومة منسجمة تثمر نتائج عميقة الأثر وفق قيم ورؤية راسخة”.
ودعا المشرف العام على المركز الجهات المانحة، والقطاع الخاص، ورواد المسؤولية المجتمعية إلى الانضمام للمبادرة ودعم برامجها ومشاريعها، مؤكدًا أنها ستكون “غرسًا مباركًا يثمر خيرًا وبناءً وعطاءً للمجتمعات المستفيدة”.
من جانبه، أشاد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي بإطلاق المبادرة، مؤكدًا أن مركز الملك سلمان للإغاثة أصبح إرثًا إنسانيًا عالميًا وبصمة سعودية مميزة في مجال العمل الإنساني والإغاثي المستدام. وقال المشيطي في كلمته: “هذه الشراكة بين الوزارة والمركز تهدف إلى ربط العمل بالأثر، والتنمية بالإغاثة، والعطاء بالتمكين، بما يسهم في تحقيق تنمية المجتمعات وازدهار الأوطان، ويعزز مفهوم الأثر المستدام”.
وأشار إلى أن المملكة أصبحت نموذجًا عالميًا في الدمج بين الإغاثة والتنمية، وتطرق إلى ما ذكره خادم الحرمين الشريفين عند تدشين برنامج “ريف السعودية” عام 2019، حين أكد أن المملكة مرت بمراحل تنموية متعددة ساهم فيها العديد من الكفاءات من مختلف أنحاء العالم، وقال حينها: “آن الأوان لأن يستفيد العالم من تجربة المملكة”.
وأوضح أن أثر برنامج “ريف السعودية” امتد اليوم إقليميًا ودوليًا، حيث كرّمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مقرها بروما كأحد أفضل برامج التنمية الزراعية المستدامة على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا:
مركز الملك سلمان للإغاثة.. إحسان في العطاء
عطاء لا يتوقف.. مركز الملك سلمان للإغاثة يرصد الملايين لدعم فلسطين
مركز الملك سلمان للإغاثة.. رحلة عطاء عمرها أكثر من ربع قرن