logo alelm
ماذا قال الملك عبدالعزيز عن فلسطين التاريخية؟

كان الملك عبدالعزيز – رحمه الله – رمزًا للعزة والتمسك بالحق العربي والإسلامي، ومواقفه تجاه فلسطين التاريخية خير دليل على ذلك، فقد عبّر عن رفضه القاطع بإقامة اليهود دولة على أرض فلسطين، وهو ما سجّله في المحافل الدولية وصّرح به في رسائله الموجهة للحكومتين البريطانية والأمريكية.

أكد الملك عبدالعزيز أنه “ليس من العدل أن يُطرد اليهود من جميع أنحاء العالم، وأن تتحمل فلسطين الضعيفة المغلوبة على أمرها هذا الشعب برمته”.. هذه الكلمات تجسّد وعيه العميق بالعدالة التاريخية والإنسانية، وبضرورة الوقوف مع الفلسطينيين في مواجهة الظلم والاعتداء.

لم يقتصر موقفه على الكلمات فحسب، بل عبّر عن استعداده الشخصي للتضحية دفاعًا عن فلسطين، قائلاً: “شرف لي أن أموت شهيدًا في ميدان الجهاد دفاعًا عن فلسطين في معركتها ضد اليهود”، إن هذا التعبير عن الاستعداد للتضحية يظهر مدى ارتباطه بالقضية الفلسطينية، ورؤيته لها كواجب ديني وأخلاقي ووطني في الوقت ذاته.

كما أشار الملك عبدالعزيز إلى أن حماية فلسطين تفوق أي اعتبار مادي أو شخصي، قائلاً: “إني أفضّل أن تفنى الأموال والأولاد والزراري، ولا يتأسس لليهود ملك في فلسطين”. تعكس هذه المقولة موقفه الثابت في رفض أي تقسيم أو استيطان على أرض فلسطين، والتزامه المطلق بعدالة القضية.

وردّ الملك المؤسس على الأكاذيب التي تزوّر التاريخ وتدّعي أحقية اليهود في أرض فلسطين مؤكدًا على الطابع التاريخي للأرض المباركة: إنها “عربية منذ التاريخ الأقدم، وموقعها في وسط البلاد العربية، ولم يسكنها اليهود إلا حقبة من الزمن”.

كما تحمل أقواله بعدًا عاطفيًا وروحيًا، فهي تعكس مشاعر الحزن والغضب تجاه الظلم الواقع على فلسطين، لكنها في الوقت ذاته مليئة بالأمل والعزيمة على الاستمرار في الدفاع عن الحق. ومن هذا المنطلق، فإن إرث الملك عبدالعزيز في دعم فلسطين ليس مجرد موقف سياسي، بل نموذج للقيادة الوطنية والأخلاقية التي تضع العدالة والحق الإنساني في صلب أولوياتها.

تبقى كلمات الملك عبدالعزيز حول فلسطين شاهدة على ثبات موقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، وعلى الحرص على الدفاع عن الحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني. إنها تذكير دائم بأن فلسطين كانت وستبقى جزءًا لا يتجزأ من الوعي العربي، وأن الالتزام بالدفاع عنها واجب مستمر، مهما تغيرت الظروف والزمن.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

موعد مباراة ليفربول وساوثهامبتون والقناة الناقلة والتشكيل المتوقع

المقالة التالية

مؤلفات المفتي الراحل عبدالعزيز آل الشيخ.. إرث علمي لا ينضب