أكد وزير المالية، محمد الجدعان، أن القطاع المالي السعودي يشهد نموًا متسارعًا وغير مسبوق، مدفوعًا بالثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي والاستثمار في طاقات الشباب، مشيرًا أن المملكة تساهم اليوم بشكل رئيسي في صياغة وتقديم الحلول المالية المبتكرة على الساحة العالمية.
جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في معرض ومؤتمر “Money 20/20 Middle East” الذي انطلقت فعالياته اليوم الاثنين في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بملهم، والذي يُعد أحد أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في التقنية المالية.
وتستضيف الرياض الحدث العالمي الذي يجمع أكثر من 350 متحدثًا و450 علامة تجارية و600 مستثمر من أكثر من 40 دولة، في دلالة على المكانة التي باتت تحتلها المملكة كمركز إقليمي للتقنية المالية، حيث بلغ حجم الاستثمارات في القطاع 7.6 مليارات ريال خلال عام 2024.
وفي كلمته، استعرض الجدعان بالأرقام القفزات التي حققها القطاع المالي السعودي، موضحًا أن عدد شركات التقنية المالية الفاعلة في المملكة تضاعف ليصل إلى 280 شركة بحلول منتصف العام الحالي.
وأشار أن قطاع التأمين سجل نموًا قويًا بنسبة 16.3% خلال عام 2024، فيما أصبح سوق المال السعودي من بين الأسرع نموًا عالميًا، متجاوزًا قيمة 2.4 تريليون ريال بنهاية الربع الثاني من 2025، إلى جانب قفزة حصة المدفوعات الإلكترونية من 18% فقط في عام 2016 إلى 79% بنهاية 2024، مما جعل المملكة دولة رائدة عالميًا في التحول نحو اقتصاد غير نقدي.
وشدد الجدعان على أن المملكة تدرك الأثر الكبير للذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وتعمل على دمج هذه الأدوات في قلب النظام المالي لضمان الكفاءة وتوسيع آفاق التمويل المبتكر.
وأكد أن تطوير الشباب هو الاستثمار الأهم في مستقبل القطاع المالي السعودي، حيث يشكل السعوديون تحت سن 35 عامًا أكثر من 70% من السكان، وهم “الطاقة المحركة لرؤية السعودية 2030 ومصدر الإبداع الذي يغير مشهد المال والأعمال”.
وأرجع الوزير هذا التطور إلى الاستثمارات الكبيرة في إطار “برنامج تطوير القطاع المالي”، والتعاون الوثيق بين البنك المركزي السعودي وهيئة السوق المالية وهيئة التأمين.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن الثورة الرقمية تعيد تشكيل التمويل والتجارة، وأن المملكة اختارت عبر رؤية 2030 مسارًا طموحًا لتنويع الاقتصاد، مؤكدًا أن مستقبل القطاع المالي السعودي لن يُبنى إلا على الابتكار والتقنية والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
