كشفت أحدث البيانات الصادرة عن شركة “Newzoo” المتخصصة في تحليلات السوق، عن خريطة القوة الاقتصادية في قطاع ألعاب الفيديو العالمي لعام 2024، والتي تُظهر استمرار هيمنة قوى كبرى، وصعودًا لافتًا لأسواق جديدة. وفيما يعكس التقرير الحجم الهائل لصناعة ألعاب الفيديو، فإنه يسلط الضوء على تقسيم واضح للسوق العالمية، يتصدره عملاقان، تليهما قوى ثقافية مؤثرة، ثم كتلة ضخمة من الأسواق الناشئة التي تمثل مستقبل النمو.
وفي قمة هرم صناعة ألعاب الفيديو، تتربع الصين والولايات المتحدة بلا منازع، حيث تستحوذان معًا على أكثر من نصف إجمالي الإيرادات العالمية. وقد تصدرت الصين القائمة بفارق ضئيل، محققة إيرادات بلغت 48.7 مليار دولار، تليها الولايات المتحدة مباشرة بإيرادات وصلت إلى 47.6 مليار دولار. هذا السباق المحموم بين أكبر اقتصادين في العالم يؤكد الأهمية الاستراتيجية لقطاع ألعاب الفيديو كقوة اقتصادية وثقافية كبرى.
بعيدًا عن سباق الحجم المطلق، تبرز اليابان وكوريا الجنوبية كقوتين مؤثرتين في عالم ألعاب الفيديو تتجاوزان حجمهما السكاني بكثير. فقد حققت اليابان إيرادات بلغت 16.6 مليار دولار، بينما سجلت كوريا الجنوبية 7.1 مليار دولار. ويعكس هذا الأداء المتميز عمق الثقافة الشعبية المحيطة بصناعة ألعاب الفيديو في هذين البلدين، بالإضافة إلى قوتهما في تطوير وإنتاج حقوق ملكية فكرية محلية ناجحة تجذب اللاعبين من جميع أنحاء العالم.
لعل المؤشر الأهم الذي كشفته البيانات هو النمو الهائل للأسواق الناشئة. فقد حققت بقية دول العالم (خارج المراكز العشرة الأولى) مجتمعةً إيرادات ضخمة بلغت 38.6 مليار دولار. وهذا يعني أن الأسواق الناشئة أصبحت تمثل الآن 21% من إجمالي إيرادات ألعاب الفيديو العالمية في عام 2024، مما يؤكد أنها لم تعد مجرد أسواق هامشية، بل أصبحت لاعبًا رئيسيًا ومحركًا أساسيًا للنمو المستقبلي في صناعة ألعاب الفيديو.
وبشكل عام، تُظهر أرقام عام 2024 أن سوق ألعاب الفيديو العالمي هو مشهد ديناميكي يتكون من ثلاث طبقات: هيمنة صينية أمريكية في القمة، وتأثير ثقافي عميق لليابان وكوريا الجنوبية، ونمو متسارع للأسواق الناشئة التي سترسم ملامح مستقبل هذه الصناعة المليارية.
اقرأ أيضًا:
ألعاب الفيديو.. استراتيجية داعش لاختراق عقول الشباب