تعد حاملات الطائرات بمثابة درة التاج للقوة البحرية لأي دولة، فهي قواعد جوية متنقلة قادرة على بسط النفوذ العسكري إلى ما هو أبعد من شواطئها، ومع ذلك، لا يمتلك هذه القدرة سوى عدد محدود جدًا من الدول، وهو ما يجعلها رمزًا للطموح الاستراتيجي والهيمنة على الساحة العالمية.
تمثل هذه السفن العملاقة أكثر من مجرد قطعة بحرية، فهي تعكس القدرة الصناعية والتقنية للدولة، وقدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في أي مكان في العالم، ولا يقتصر دورها على الجانب العسكري فقط، بل تلعب دورًا كبيرًا في الدبلوماسية وردع الخصوم، لذلك، فإن امتلاك وتشغيل حاملات الطائرات يضع الدولة في مصاف القوى الكبرى القادرة على التأثير في مجريات الأحداث الدولية.
تتربع الولايات المتحدة الأمريكية على عرش هذا المجال بهيمنة مطلقة، حيث تشغّل أسطولًا ضخمًا مكونًا من 11 حاملة طائرات، وهو عدد يفوق تقريبًا مجموع ما يمتلكه باقي العالم مجتمعًا.
ولا تقتصر الهيمنة الأمريكية على العدد فقط، بل تمتد إلى التفوق التقني الهائل، حيث تعمل جميع حاملاتها بالطاقة النووية، وتنتمي إلى فئتي “نيميتز” و”جيرالد فورد” المتطورتين، مما يمنحها قدرة غير محدودة على البقاء في البحار والحفاظ على وجود بحري عالمي دائم.
يضع هذا المزيج من الكم والنوع أسطول حاملات الطائرات الأمريكية في مكانة فريدة لا ينافسها فيها أحد.
وتأتي الصين في المرتبة الثانية بفارق شاسع، حيث تمتلك 3 حاملات طائرات عاملة، بينما تعمل على بناء الرابعة، في إطار جهد تحديثي سريع ومتنامٍ لبحريتها بهدف تعزيز نفوذها البحري.
وفي مستوى تالٍ، هناك ثلاث دول فقط تشغل حاملتي طائرات لكل منها، وهي المملكة المتحدة وإيطاليا والهند، مما يمنحها قدرة استراتيجية مهمة في مناطق نفوذها.
أما بقية أعضاء هذا النادي الحصري، فتمتلك كل منها حاملة طائرات واحدة فقط، وهذه الدول هي فرنسا وروسيا وإسبانيا.
وبذلك، يقتصر امتلاك أساطيل حاملات الطائرات على ثماني دول فقط في العالم بأسره.