في إنجاز تاريخي يعكس التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع التعليم في المملكة، حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قفزة نوعية بدخولها قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم لأول مرة.
وبحسب تصنيف QS World University Rankings العالمي للجامعات 2025، قفزت الجامعة إلى المرتبة الـ67 عالميًا. ولم يكن هذا التقدم المذهل، الذي شهد صعود الجامعة من المرتبة 200 قبل خمس سنوات فقط، وليد الصدفة، بل هو ثمرة مسار تحول استراتيجي طموح انطلق عام 2020، ويتماشى بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ومن أبرز ملامح هذا التحول، تدشين برنامج ريادة الأعمال، الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة، حيث يمنح الطلاب والباحثين ملكية فكرية وتجارية كاملة لمشاريعهم الناشئة. هذه الخطوة لا تهدف فقط إلى تخريج موظفين، بل إلى صناعة رواد أعمال ومبتكرين، مما يعكس ثقافة جامعية حديثة قائمة على الابتكار والتمكين الاقتصادي، وهو ما يميز تجربة الدراسة في جامعة الملك فهد.
لمواكبة الثورة التقنية، اعتمدت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن نموذج التحول السريع والشامل (FAST) وأطلقت مبادرة (AI+X) الرائدة. وقد أسهمت هاتان المبادرتان في ترسيخ الذكاء الاصطناعي كقاعدة معرفية أساسية تُدمج في جميع التخصصات، حيث أصبحت دراسته متطلبًا رئيسيًا ضمن المسارات الأكاديمية المختلفة.
إلى جانب ذلك، تبنت الجامعة أساليب تعليمية مبتكرة، من بينها أسلوب “الفصول المقلوبة”، الذي يحوّل الطالب من مجرد متلقٍ للمعلومة إلى مشارك نشط وفاعل في العملية التعليمية. فمن خلال تحضيره لمحتوى المحاضرة مسبقًا، يتم استثمار وقت المحاضرة في النقاشات العميقة، والمشاريع التطبيقية، وحل المسائل المعقدة مع عضو هيئة التدريس، مما يعزز من مهارات التفكير النقدي والتعلم الذاتي. كما تبنت جامعة الملك فهد مفهوم “العادات السبعة لطلبة الجامعة”، وهو إطار قيادي يهدف إلى تنمية مهارات الاعتماد على الذات، والبحث العلمي، والعمل متعدد التخصصات، وريادة الأعمال لدى الطلاب.
حظيت جامعة الملك فهد بدعم كبير من القيادة الرشيدة لقطاع التعليم من القيادة الرشيدة، وهو ما ساهم في تحقيق هذا الإنجاز. وفي هذا السياق، رفع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة ورئيس مجلس أمناء الجامعة، الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، على ما تحظى به جامعة الملك فهد من رعاية دائمة.
وأكد سموه أن هذا الدعم كان له أثر مباشر في رفع جودة المخرجات الأكاديمية والبحثية، وتعزيز دور خريجي الجامعة في دعم الاقتصاد الوطني. ويجسد هذا التقدم ثمار رؤية وتمكين سمو ولي العهد في إحداث تحوّل نوعي يتجاوز مجرد التصنيفات، نحو ترسيخ موقع جامعة الملك فهد كمؤسسة رائدة تُسهم في تحقيق الريادة المعرفية والعلمية لخدمة أهداف المملكة. من جانبه، أكّد رئيس الجامعة الدكتور محمد السقاف أن هذا الإنجاز يجسّد الرؤية الطموحة للجامعة والدعم اللامحدود من القيادة، مشيرًا إلى أن الطريق لا يزال ممتدًا لتحقيق طموحات أكبر في المستقبل.
يمثل هذا التصنيف الجديد امتدادًا لسلسلة من النجاحات المتتابعة، حيث سبق لـجامعة الملك فهد أن تصدّرت تصنيف “تايمز هاير إديوكيشن” (Times Higher Education) لعام 2024 كأفضل جامعة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتتجلى ثمار هذا التحول أيضًا في مؤشرات أخرى لافتة، منها تحقيق الجامعة أعلى نسبة في التحاق الطالبات بالتخصصات الهندسية على مستوى العالم، بالإضافة إلى نجاحها في استقطاب طلاب من أكثر من 75 دولة، من بينها الصين وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، مما يعزز من مكانتها كوجهة تعليمية عالمية رائدة.