أظهرت دراسة شاملة نشرتها منصة “Visual Capitalist” بالشراكة مع “The App Association” إلى أي مدى يتبنى المستهلكون الذكاء الاصطناعي بسرعة.
كشفت نتائج الدراسة أن المستهلكين أصبحوا يتبنّون تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، مسجّلين نسبًا تتخطى معدلات الدمج المبكر للتقنيات التقليدية كالإنترنت وشبكات الهواتف الذكية.
طرحت الدراسة تحليلًا دقيقًا يكشف أن نحو 39% من المستهلكين يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي على أساس منتظم بعد عامين من انتشارها، وهو رقم أعلى من تبني تقنية الجيل الرابع “4G”، والتي بلغ معدل تبنيها 40% بعد 5 سنوات، والكمبيوتر الذي استغرق 12 عامًا للوصول لنسبة 43%.
يعكس هذا الانتشار السريع تحولاً جوهريًا في كيفية تفاعل الأفراد مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط كمستخدمين عادين، بل كجزء من الروتين اليومي.
أصبح الناس يعتمدون على أدوات مثل الخدمات الذكية، ومساعدات الصوت، وبرامج توليد المحتوى، سواء لأغراض شخصية أو عملية.
وقد أوضح التقرير أن جيل الألفية وجيل Z يتصدران المشهد من حيث الاستخدام المتكرر، حيث لا يكتفون بالتجربة فقط، بل يسعون لاكتساب مهارات متقدمة.
وعلى الرغم من الاندفاع السريع نحو تبني هذه التقنيات، يؤكد التقرير أن الوعي التنظيمي داخل الشركات لا يزال يتأخر.
بينما ينجح الموظفون في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل يومي، تبقى المؤسسات حذرة في دمجها الكامل ضمن العمليات الداخلية.
وتشير نتائج الدراسة أن أن المستهلكين اليوم مستعدون لتبني ابتكارات تقنية جديدة بسرعة قياسية، وهذا يعكس قدرة هذه الأدوات على تلبية حاجات المستخدمين من السرعة، والسهولة، والتكلفة المنخفضة التي غالبًا ما تكون مجانًا أو منخفضة السعر.
ورغم هذا النمو السريع في الاستخدام، يحذّر التقرير من مخاطر التعلّق غير الحكيم بهذه التقنية دون إدراك مسبق للتبعات، كالتسرب البياني، والانحياز الخوارزمي، والاعتماد المفرط على مصادر غير بشرية للقرارات.
ولهذا السبب، يقترح التقرير أهمية تحسين الثقافة الرقمية لدى المستخدمين العاديين وتعميق فهمهم للقدرات والقيود التقنية التي يحملها الذكاء الاصطناعي.