كشفت بيانات حديثة أصدرتها شركة “Henley & Partners” المتخصصة في استشارات الهجرة والاستثمار العالمي، عن مراكز الثروة الأسرع نموًا في العالم، وتمثلها المدن التي شهدت نموًا سريعًا في أعداد الأفراد ذوي الثروات العالية خلال العقد الممتد من عام 2014 إلى 2024.
التقرير، الذي نُشر ضمن دراسة تحليلية شاملة، يرسم صورة محدثة لخريطة توزيع الثروة عالميًا، ويوضّح المدن التي باتت تُصنّف كمراكز جذب للأثرياء والمستثمرين.
يستخدم مصطلح مراكز الثروة للإشارة إلى المدن التي تشهد تركّزًا كبيرًا في أعداد أصحاب الثروات العالية، أو ما يُعرف بـ “المليونيرات”، ويشمل ذلك الأشخاص الذين تتجاوز صافي أصولهم المليون دولار أميركي.
هذه المراكز لا تكتسب أهميتها من حجم الثروة فقط، بل من ديناميكية نموها الاقتصادي، ومدى جاذبيتها للاستثمارات الجديدة، وسهولة ممارسة الأعمال، إلى جانب جودة المعيشة والبنية التحتية المتطورة.
وبحسب التقرير، تصدّرت مدينة شينزين الصينية قائمة أسرع المدن نموًا في أعداد الأثرياء بنسبة بلغت 142%، وهو ما يُعد نموًا هائلًا في غضون عشر سنوات فقط.
يعود هذا النمو إلى طفرة التقنية الفائقة التي تقودها شركات عملاقة مثل “هواوي” و”تينسنت” و”DJI”، حيث، ولا يقل الأمر أهمية في مدينة سكوتسديل بولاية أريزونا الأميركية، التي شهدت نموًا بنسبة 125% في عدد المليونيرات، مدفوعة بانتعاش سوق التقنية، وبيئة العمل منخفضة الضرائب.
في القارة الآسيوية أيضًا، برزت مدينة بنجالور الهندية كواحدة من مراكز الابتكار التقني، محققة نموًا بنسبة 120%، والتي تعرف بأنها وادي السيليكون الهندي، حيث تستقطب كبرى شركات البرمجيات وخدمات تقنية المعلومات.
أما مدينة ويست بالم بيتش الأمريكية فقد احتلت المرتبة الرابعة بنسبة نمو بلغت 112%، تليها هانزو الصينية (108%)، ثم دبي الإماراتية (102%).
ويعكس هذا النمو في مراكز الثروة تحوّلًا مهمًا في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث باتت مدن غير تقليدية تستقطب الثروات، ما يشير إلى تغيرات في سلوك المستثمرين وميولهم الجغرافية.
ولا يعكس النمو السريع في هذه المراكز ارتفاع الثروة الفردية فقط، بل أيضًا تطور البنية التحتية، وتحسن جودة الحياة، ونضج البيئة الاقتصادية الشاملة.
