أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا متزايدًا بخدمات الصحة النفسية للمواطنين، إدراكًا منها لأهمية هذا الجانب في بناء مجتمع صحي ومتماسك. وتخصص وزارة الصحة 4% من ميزانيتها لخدمات الصحة النفسية، ما يعكس التزامًا رسميًا بتحسين جودة الحياة لجميع المواطنين.
تُقدم وزارة الصحة السعودية الرعاية النفسية مجانًا عبر مستشفياتها وعياداتها. وقد أدخلت تعديلات نوعية، أبرزها تغيير مسمى العيادات النفسية إلى العيادات الإرشادية الشاملة. الهدف من هذه الخطوة هو تخفيف الحرج عن المراجعين وزيادة الإقبال على العلاج.
تضم المملكة 21 مستشفى نفسيًا بطاقة سريرية تصل إلى 4046 سريرًا، إلى جانب 99 عيادة نفسية. وهناك 14 مستشفى متخصصًا قيد الإنشاء حاليًا، في خطوة توسعية لتعزيز التغطية الصحية النفسية.
تعمل الوزارة على تجهيز أجنحة تنويم نفسي داخل المستشفيات العامة والتخصصية التي تزيد سعتها على 100 سرير. وتُخصص نسبة تصل إلى 10% من السعة لخدمة المرضى النفسيين ضمن بيئة طبية متكاملة.
تشرف اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية على نشر الوعي والتثقيف المجتمعي. وقد أطلقت الوزارة عدة مبادرات، منها برنامج الإرشاد الصحي الشامل، وبرنامج المدارس الصحية، ومجموعات الدعم العاطفي تحت اسم “مجموعات الاهتمام”. كما نشر المركز الوطني للوقاية من الأمراض دليلاً إرشاديًا يوضح سبل الوقاية والدعم النفسي والاجتماعي، مما يسهم في بناء وعي مجتمعي أعمق بقضايا الصحة النفسية.
منذ عام 2013، يقدم مركز الاستشارات النفسية الوطني خدماته يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، ويوم السبت من الواحدة ظهرًا. يمكن التواصل عبر الرقم الموحد 920033360 من جميع مناطق المملكة.
يتم الرد على الاستشارات من قبل مختصين نفسيين مؤهلين، ما يضمن جودة الخدمة وسريتها.
تؤمن وزارة الصحة بحقوق المرضى، وتوفر نماذج شكوى وإرشادات ضمن وثيقة رسمية تشرح حقوقهم وواجباتهم. كما تتيح اختبارات نفسية مثل اختبار الاكتئاب، وتؤكد على أهمية مشاركة المريض في القرارات العلاجية.
يتضح من جهود المملكة العربية السعودية أن الصحة النفسية لم تعد مسألة هامشية. بل هي ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية. من البنية التحتية إلى الدعم النفسي والتثقيف، تتجه السعودية بثبات نحو نموذج متكامل يُراعي الجوانب النفسية لكل فرد.