إنجاز علمي جديد.. لقاح عالمي محتمل ضد السرطان

ديسمبر ٣, ٢٠٢٥

شارك المقال

إنجاز علمي جديد.. لقاح عالمي محتمل ضد السرطان

تمكن فريق علمي  من إحراز تقدم كبير في تطوير لقاح جديد يعتمد على الجسيمات النانوية، قادر على الوقاية من مجموعة واسعة من أنواع السرطان العدوانية لدى الفئران، بما في ذلك سرطان البنكرياس وسرطان الجلد وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. وأظهر اللقاح  قدرة على تنشيط ذاكرة مناعية قوية، حافظت على خلو ما يصل إلى 88% من الفئران المُلقحة من الأورام ومنعت انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.

وكشفت التجارب التي أجراها الباحثون من جامعة ماساتشوستس في أمهرستأن اللقاح القائم على الجسيمات النانوية يوفر حماية فعالة من سرطان الجلد المعروف بالميلانوما، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. وبحسب نتائج الدراسة، تراوحت معدلات بقاء الفئران خالية من الأورام حسب نوع السرطان، حيث سجلت أعلى نسبة 88%، كما ساهم اللقاح في تقليل انتشار الورم في الجسم وأوقفه في بعض الحالات تمامًا.

وأوضح برابهاني أتوكورال، الأستاذ المساعد في الهندسة الطبية الحيوية بكلية ريتشيو، والمؤلف المراسل للبحث، أوضح أن تصميم الجسيمات النانوية بطريقة تُمكّن الجهاز المناعي من استهداف مستضدات السرطان عبر مسارات متعددة أدى إلى نتائج ملحوظة في منع نمو الأورام. وأضاف: "القدرة على تحفيز الجهاز المناعي عبر هذه الطريقة تمنح فرصة للوقاية طويلة الأمد، مع معدلات بقاء مرتفعة".

تجربة مستضدات الورم الميلانيني

في المرحلة الأولى من الدراسة، قام الباحثون بربط منصة الجسيمات النانوية ببتيدات محددة للورم الميلانيني، بهدف توجيه الخلايا التائية لتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها. وبعد ثلاثة أسابيع من التطعيم، تم اختبار الفئران على الورم الميلانيني، وأظهرت النتائج أن 80% من الفئران المُلقحة ظلت خالية من الأورام طوال فترة الدراسة التي امتدت 250 يومًا، بينما أصيبت جميع الفئران الأخرى، سواء التي تلقت لقاحًا تقليديًا أو لم تُلقح على الإطلاق، بأورام في أقل من 35 يومًا.

كما سجل اللقاح نجاحًا في منع النقائل، إذ لم تظهر أي أورام رئوية لدى الفئران المُلقحة عند تعريضها لخلايا الورم الميلانيني بطريقة تحاكي النقائل، بينما أصيبت جميع الفئران الأخرى بأورام رئوية. وأكد أتوكورال أن انتشار النقائل يُعتبر السبب الرئيسي للوفاة لدى معظم المرضى المصابين بالسرطان، ويتجاوز بكثير صعوبة علاج الأورام الصلبة مثل الورم الميلانيني وسرطان البنكرياس.

الذاكرة المناعية وحماية الجهاز المناعي للجسم كله

أوضح أتوكورال أن اللقاح يحفز ما يعرف بـ "مناعة الذاكرة" طويلة الأمد، ما يسمح للجهاز المناعي بالاستجابة بسرعة وفعالية لأي خلايا سرطانية تظهر لاحقًا في الجسم، وليس فقط في موضع اللقاح. وأكد أن هذه الاستجابة الجهازية ضرورية للوقاية من السرطان ومنع انتشاره.

وفي المرحلة التالية، استخدم الباحثون خلايا سرطانية ميتة من الأورام نفسها، تُعرف باسم محلل الورم، لتطوير مستضدات مخصصة لكل نوع من السرطان، ما سمح باختبار اللقاح ضد سرطان البنكرياس وسرطان الثدي الثلاثي السلبي والورم الميلانيني. وأسفرت النتائج عن معدلات رفض مرتفعة للورم، إذ بلغت 88% في سرطان البنكرياس، و75% في سرطان الثدي، و69% في الميلانوما، مع حماية كاملة من النقائل عند تعرض الفئران لاحقًا لخلايا السرطان.

وقال غريفين كين، الباحث الرئيسي بعد الدكتوراه والمؤلف الرئيسي للدراسة: "استجابات الخلايا التائية التي نتمكن من توليدها هي السر وراء القدرة على البقاء على قيد الحياة، إذ تحفز الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية بشكل فعال".

ويعتمد اللقاح على بنية الجسيمات النانوية الفريدة التي تُمكّن من توصيل مكونين رئيسيين وهما: المستضد، وهو جزء من الخلايا السرطانية الذي يعلّم الجهاز المناعي ما يجب مهاجمته، والمادة المساعدة التي تحفز استجابة مناعية قوية. وقد طور الباحثون "مادة مساعدة فائقة" من الجسيمات النانوية الدهنية، تُمكّن من توصيل هذه المكونات بطريقة مستقرة ومنسقة، ما يعزز فعالية اللقاح.

آفاق مستقبلية وتأسيس شركة ناشئة

يشير الباحثون إلى أن تقنية الجسيمات النانوية توفر منصة مرنة يمكن تكييفها مع العديد من أنواع السرطان، مع إمكانات للوقاية والعلاج، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة. ويُعد هذا المفهوم أساسًا لشركة ناشئة أسسها أتوكورال وكين باسم "نانوفاكس ثيرابيوتكس"، لمواصلة تطوير هذه التقنيةوتحويلها إلى تطبيقات عملية لتحسين حياة المرضى.

وتشمل الخطوات التالية توسيع نطاق اللقاح ليشمل استخدامًا علاجيًا، مع التركيز على تقليل المخاطر المحتملة عند الانتقال من التجارب على الفئران إلى التطبيقات البشرية، بدعم من معهد العلوم الحياتية التطبيقية، وكلية الطب تشان بجامعة ماساتشوستس، وبتمويل من المعاهد الوطنية للصحة.

اقرأ أيضًا:
لقاحات كوفيد-19 قد تحارب السرطان
ابتكار طبي جديد يحارب السرطان بالضوء
الموجات فوق الصوتية تفتح آفاقًا جديدة لعلاج الزهايمر والسرطان

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech