الخطر الصامت.. كيف يهدد البلاستيك صحتك يوميًا؟

ديسمبر ٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

الخطر الصامت.. كيف يهدد البلاستيك صحتك يوميًا؟

كشفت أبحاث حديثة عن أن المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك الشائع قد تسبب مشاكل صحية مزمنة، حيث ارتبط التعرض لها في مراحل الطفولة المبكرة بالسمنة، والعقم، ومشكلات في الإدراك لاحقًا.

ووفقًا لموقع " scitechdaily"، وحذر خبراء من مركز NYU Langone Health من أن التعرض لهذه المواد في مرحلة الطفولة قد يترك تأثيرات صحية طويلة الأمد تمتد حتى مرحلة البلوغ. جاءت هذه التحذيرات بعد مراجعة شاملة لمئات الدراسات المنشورة مؤخرًا في مجلة لانسيت لصحة الطفل والمراهقين، مؤكدة أن الاتصال اليومي بالبلاستيك يمثل مصدر قلق متزايد على صحة الأطفال .

علاقة المواد البلاستيكية بالأمراض

كشف التحليل الجديد أن المواد الكيميائية الشائعة في البلاستيك الصناعي والمنزلي، مثل الفثالات والبيسفينولات وPFAS، قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة والإعاقة عند التعرض لها في مرحلة الطفولة المبكرة. وأوضحت الدراسة، التي تابعت آلاف الحوامل والأطفال، ارتباط هذه المواد بـأمراض القلب والسمنة والعقم والربو.

وقال ليوناردو تراساند، طبيب الأطفال والمؤلف الرئيسي: "نتائجنا تشير إلى أن التعرض المبكر للبلاستيك قد يسهم في تطور الأمراض المزمنة، ويجب تقليل استخدام هذه المواد لضمان صحة الأطفال."

يشير تراساند إلى أن المواد الكيميائية في البلاستيك، الموجودة في أغلفة الطعام ومستحضرات التجميل والإيصالات الورقية، قد تُطلق جسيمات دقيقة عند الاستخدام أو التسخين، ما يمكن أن تُبتلع لاحقًا.

كما تشير الدراسات إلى أن المواد الكيميائية في البلاستيك قد تُحفّز استجابة مناعية مفرطة وتتداخل مع الهرمونات، وقد تؤثر على نمو الدماغ، حيث يرتبط التعرض المبكر بانخفاض الذكاء وحالات مثل التوحد واضطراب الانتباه وفرط النشاط.

كيفية الحد من المخاطر؟

حددت مراجعة نشرتها مجلة لانسيت مجموعة من الاستراتيجيات العملية لتقليل استخدام البلاستيك وحماية الصحة العامة. وقال ليوناردو تراساند: " هناك خطوات آمنة وبسيطة يمكن للآباء اتخاذها للحد من تعرض أطفالهم للبلاستيك دون تكلفة كبيرة."

وأضاف أن استبدال حاويات الطعام البلاستيكية بأوعية زجاجية أو فولاذية، وتجنب تسخين الأطعمة البلاستيكية في الميكروويف أو غسلها في غسالة الأطباق، يمكن أن يقلل بشكل كبير من التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية.

كما يشدد تراساند، على دور أطباء الأطفال ومقدمي الرعاية الصحية في مساعدة العائلات على اتخاذ خيارات صحية، مؤكدًا أهمية التعاون مع المدارس والهيئات المجتمعية لتوعية الأطفال والمراهقين حول التعرض للبلاستيك.

وعلى المستوى التنظيمي، يدعو الباحثون إلى وضع قواعد أكثر صرامة للحد من استخدام البلاستيك غير الضروري، لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المنخفض التي تواجه تفاوتات صحية كبيرة.

ويأتي هذا الاستعراض عقب الجولة الأخيرة من مفاوضات معاهدة الأمم المتحدة العالمية بشأن البلاستيك في جنيف، التي تهدف إلى الحد من التلوث البلاستيكي العالمي، وتدعم أكثر من 100 دولة فرض قيود ملزمة قانونيًا على الإنتاج.

قال ليوناردو تراساندي إن نتائج المراجعة الأخيرة تعزز الحاجة إلى معاهدة عالمية قوية تحمي البيئة والصحة البشرية. وأضاف أن الأهمية الاقتصادية لصناعة البلاستيك غالبًا ما تُذكر كعائق أمام السياسات الجديدة، إلا أن التكاليف الصحية السنوية الناجمة عن التعرض للبلاستيك تُقدر بحوالي 250 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها.

وأكد المؤلفون أن المراجعة تركز على المخاطر المرتبطة باستخدام البلاستيك، لكنها لا تقلل من أهمية البلاستيك في البيئات الطبية، حيث يُستخدم في أجهزة مثل أجهزة التنفس الصناعي، وأنابيب التغذية للأطفال الخدج، وأجهزة الاستنشاق للأطفال المصابين بالربو، والأقنعة للحد من انتشار الأمراض المعدية. وأوضح الباحثون أن النتائج تهدف إلى تسليط الضوء على إمكانية تقليل استخدام البلاستيك في المنتجات اليومية دون المساس بالرعاية الصحية الأساسية.

اقرأ أيضًا :

مع أول دقيقة في الصباح.. 9 نصائح لتربية أطفال سعداء

دراسة: مركب في نبات شهير قد تعالج الزهايمر

هل تتغير أحلام الإنسان مع تقدّم العمر؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech