أول تجربة بشرية لزراعة كلى خنزير لإنسان تتم بنجاح

نوفمبر ٤, ٢٠٢٥

شارك المقال

أول تجربة بشرية لزراعة كلى خنزير لإنسان تتم بنجاح

نجحت، اليوم الثلاثاء، أول تجربة سريرية تهدف إلى اختبار مدى إمكانية زراعة كلى خنزير معدلة وراثيًا في جسم الإنسان، في خطوة غير مسبوقة قد تمهد لإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين ينتظرون زراعة أعضاء.

وأعلنت شركة يونايتد ثيرابيوتكس (United Therapeutics)، وهي شركة متخصصة في إنتاج الأعضاء الحيوانية المعدلة وراثيًا، أن العملية الأولى ضمن الدراسة أُجريت بنجاح في مركز NYU Langone Health الطبي في مدينة نيويورك.

وتمثل هذه الخطوة مرحلة جديدة في أبحاث زراعة الأعضاء الحيوانية في البشر، أو ما يُعرف بـ”زراعة الأعضاء بين الأنواع المختلفة”. كما تخطط شركة أمريكية أخرى، وهي eGenesis، لبدء تجربتها السريرية الخاصة بزراعة كلى الخنازير خلال الأشهر المقبلة. وتُعد هذه أولى التجارب السريرية المعروفة عالميًا في هذا المجال. ولأسباب تتعلق بسرية الدراسة وحماية المشاركين فيها، لم تكشف جامعة نيويورك عن موعد إجراء الجراحة أو أي تفاصيل إضافية عن المرضى المشاركين.

توسيع تجربة زراعة كلى الخنزير

قال الدكتور روبرت مونتغمري، رئيس فريق زراعة الأعضاء في جامعة نيويورك، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن المستشفى لديه قائمة بمرضى آخرين مهتمين بالانضمام إلى التجربة، التي من المقرر أن تبدأ بستة مشاركين في مرحلتها الأولى، على أن تتوسع لاحقًا لتشمل نحو 50 مريضًا مع انضمام مراكز طبية أخرى في حال أثبتت النتائج الأولية نجاحها.

وحصلت التجربة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بعد سلسلة من عمليات الزرع التجريبية التي أُجريت في إطار ما يُعرف بـ”الاستخدام الرحيم”، وهي عمليات أُجريت لحالات حرجة للغاية بهدف إنقاذ حياتهم في غياب خيارات علاجية أخرى، وقد أسفرت عن نتائج متفاوتة. وكانت أول عمليتي زراعة لكلى خنازير معدلة وراثيًا قصيرة الأجل ولم تستمر لفترة طويلة.

وفي المراحل التالية، بدأ الأطباء العمل مع مرضى كانوا في أمسّ الحاجة إلى كلية جديدة، رغم أن حالتهم الصحية لم تكن أفضل من المتلقين السابقين. ففي جامعة نيويورك، تمكن الأطباء من زراعة كلية خنزير لامرأة من ولاية ألاباما، واستمرت الكلية في أداء وظيفتها لمدة 130 يومًا قبل أن تتدهور حالتها وتعود المريضة إلى جلسات غسيل الكلى.

أما أطول مدة لتشغيل كلية خنزير مزروعة في جسم إنسان فبلغت 271 يومًا، وسُجلت في مستشفى ماساتشوستس العام لدى رجل من ولاية نيوهامبشير. وبعد نحو تسعة أشهر بدأت الكلية الحيوانية في التراجع، ما استدعى استئصالها الشهر الماضي، وعاد المريض مجددًا إلى الغسيل الكلوي. كما يُعرف أن هناك مرضى آخرين يعيشون حاليًا بكلى خنازير معدلة وراثيًا، من بينهم مريض آخر في مستشفى ماساتشوستس العام وامرأة في الصين.

تحديات زراعة الأعضاء

قال الدكتور مونتغمري إن “النتائج تسير في الاتجاه الصحيح”، مؤكدًا أن الفريق الطبي يتعلم من تجربة كل مريض على حدة، وأن القدرة على العودة إلى غسيل الكلى في حال فشل العضو المزروع تمثل شبكة أمان مهمة للمرضى المشاركين. ويواجه نظام زراعة الأعضاء في الولايات المتحدة أزمة حقيقية، إذ تضم قوائم الانتظار أكثر من 100 ألف شخص، أغلبهم بحاجة إلى كلى، فيما يفقد الآلاف حياتهم سنويًا قبل العثور على متبرع مناسب.

ويعمل الباحثون على تطوير الخنازير وراثيًا لتصبح أعضاؤها أقرب في التركيب إلى الأعضاء البشرية، بهدف تقليل احتمالية رفضها من قبل الجهاز المناعي للمريض. وتعتمد تجربة شركة يونايتد ثيرابيوتكس الحالية على خنازير خضعت لـ 10 تعديلات جينية دقيقة، شملت حذف جينات مسؤولة عن رفض العضو المزروع والإفراط في الاستجابة المناعية، وإضافة جينات بشرية لتحسين التوافق بين العضو المزروع وجسم الإنسان.

ويرى الخبراء أن نجاح هذه التجارب قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في الطب التجديدي وزراعة الأعضاء، خصوصًا مع تفاقم النقص في الأعضاء البشرية المتاحة للزرع.

اقرأ أيضًا:
أدوية إنقاص الوزن.. سباق الـ 100 مليار دولار
دراسة: إصابة الحوامل بكوفيد-19 قد تزيد خطر التوحد
لقاحات كوفيد-19 قد تحارب السرطان

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech