المرض النفسي والإيمان.. ما هو الرابط بينهما؟

أكتوبر ٢٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

المرض النفسي والإيمان.. ما هو الرابط بينهما؟

فنّد استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال الطويرقي، الخرافات الشائعة التي تربط بين المرض النفسي والإيمان بشكل سببي مباشر، مؤكدًا أن هذا الربط غير صحيح علميًا ودينيًا، ومشدداً على أن الإيمان يلعب دورًا داعمًا في العلاج النفسي ولكنه ليس بديلاً عن الطب.

حقائق علمية ودينية حول علاقة المرض النفسي والإيمان

أكد الدكتور جمال الطويرقي، خلال استضافته في برنامج “يا هلا” على قناة “روتانا خليجية”، أن القول بأن المرض النفسي سببه ضعف الإيمان هو أمر غير صحيح على الإطلاق.

وتساءل في هذا السياق: “لماذا لا يُقال لمن أصيب بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أن إيمانه ضعيف؟”، مستشهدًا بقصة النبي يعقوب عليه السلام الذي ابيضت عيناه من الحزن على ولده، وهو نبي من أنبياء الله، مما ينفي تمامًا فكرة أن الحزن الشديد أو المرض النفسي دليل على ضعف اليقين.

وأوضح أن المرض النفسي هو ابتلاء كأي مرض عضوي آخر، ويجب التعامل معه من منظور طبي وعلمي.

وفي سياق متصل، أوضح الطويرقي أن الإيمان واللجوء إلى الله والكتب السماوية يمثلان مصدرًا للطمانينة والدعم النفسي للمريض، مستشهدًا بالآية الكريمة “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.

وشدد على أن تدبر معاني القرآن الكريم وقصصه، مثل قصة صبر أيوب أو حزن يعقوب، يعلّم الإنسان الصبر ويرفع من معنوياته، مما يزيد من مناعة جسده وقدرته على الاستجابة للعلاج.

ولفت أن هذا المبدأ ليس حكرًا على الإسلام، بل إن أصحاب ديانات أخرى يستخدمون هذا الدعم الروحي لرفع معنويات مرضاهم، وهو ما يوضح الدور الإيجابي في علاقة المرض النفسي والإيمان.

وشدد الدكتور الطويرقي على أن العلاج يجب أن يسير في مسارين متوازيين لا يتعارضان أبدًا: المسار الروحي والمسار الطبي.

واستشهد بقول النبي إبراهيم عليه السلام في القرآن “وإذا مرضت فهو يشفين”، وبحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم “ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء”، مؤكدًا أن الإيمان لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب واستشارة الأطباء.

وضرب مثلاً بمن تنكسر قدمه، قائلاً: “إذا قرأ القرآن لزيادة صبره وهمة جسده على التداوي فهذا مطلوب، ولكن يجب أيضًا أن يتناول الأدوية وينفذ تعليمات الطبيب”، وهكذا يجب أن يكون الحال في التعامل مع المرض النفسي والإيمان.

وخلص الطويرقي إلى أن الشفاء بيد الله وحده، ولكن على الإنسان أن يسلك الطريقين معًا، فكما يدرس الطالب لينجح مع علمه أن النجاح بيد الله، يجب على المريض النفسي أن يلتزم بالعلاج الدوائي والجلسات النفسية مع الاستعانة بالصبر والدعاء، فالعلاقة الصحيحة بين المرض النفسي والإيمان هي علاقة تكامل ودعم، لا علاقة سببية أو تناقض.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech