logo alelm
هل الألعاب الذهنية تنمّي قدرات عقلك؟

أصبحت الألعاب الذهنية شائعة للغاية في الآونة الأخيرة، حيث يلجأ إليها كثير من الأشخاص بهدف تحسين وظائفهم العقلية والحفاظ على نشاطهم الذهني. ومع ذلك، لا يزال مدى فعاليتها في الوقاية من تدهور القدرات الإدراكية محل نقاش وجدل بين العلماء. فقد اختلفت الدراسات والأبحاث المنشورة خلال السنوات الأخيرة حول هذا الموضوع، دون التوصل إلى نتائج حاسمة تثبت تأثيرها الوقائي بشكل قاطع.

صرح الدكتور سانجاي غوبتا، أن الكثير من الناس بدأوا يلعبون حل الكلمات المتقاطعة، لكن هذه التمارين الذهنية لا تساهم في تحسين القدرات الإدراكية العامة.

قال غوبتا: “ما تجيده ألعاب الكلمات المتقاطعة وألعاب الكلمات الأخرى هو جعل الشخص أفضل في هذه الألعاب نفسها فقط.. غالبًا ما يستخدم الناس تمرين العقل على أمل تقليل خطر الإصابة بالخرف. الحقيقة هي أنه لا توجد بيانات كافية تشير إلى أن هذه التمارين تقلل بالفعل من خطر الإصابة بالخرف.

لكن هناك تطور جديد في هذا اللغز العلمي: وفقًا لتجربة سريرية حديثة، قد يعتمد نجاح الألعاب الذهنية في إبطاء التدهور الإدراكي على نوع اللعبة وكيفية تأثيرها على بعض النواقل العصبية في الدماغ.

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الألعاب الذهنية التي تركز على تعزيز الانتباه وتحسين سرعة المعالجة يبدو أنها تحافظ على الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي رئيسي، بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

وقال إتيان دو فيلير-سيداني، المؤلف الرئيسي للدراسة: “الأسيتيل كولين هو ناقل عصبي ومنظم عصبي (منبه)، يعمل مثل مفتاح يجعل الدماغ أكثر يقظة وتركيزًا وانتباهًا.. عند تنشيط الأسيتيل كولين، تتغير نشاطات الدماغ بأكمله.

وقال ميرزينيش: “هذه هي الدراسة البشرية الأولى التي توثق زيادة تنظيم الأسيتيل كولين، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على اللدونة العصبية مع التقدم في العمر”.

وتؤدي زيادة التنظيم إلى أن تضيف الخلية مزيدًا من المستقبلات للناقل العصبي، مما يعزز قدرتها على الاستجابة، إذ قال ميرزينيش: “تُعد هذه الدراسة مهمة لأنها أظهرت أن التدريب كان له تأثير على الدماغ بأكمله؛ فهو لا يقتصر على مجموعة ضيقة جدًا من العمليات التي تم تدريب الأشخاص عليها. نحن نتحدث عن تغيير كيميائي وفيزيائي أساسي نعلم أنه ذو أهمية حقيقية كمساهم في صحة الدماغ.”

ويضيف هذا الاكتشاف إلى المعرفة القائمة حول كيفية الوقاية من التدهور الإدراكي، بحسب الدكتور ريتشارد إسحاقسون، أخصائي الأعصاب.. فالنظام الغذائي المتوازن، وتحسين النوم، وممارسة التمارين بانتظام جميعها طرق مثبتة لتعزيز قدرات الدماغ والحيوية العامة.

كما أظهرت الأبحاث أن تمرين العقل بطرق جديدة يبني ما يُعرف بالاحتياطي الإدراكي، وهو القدرة التي تتيح للدماغ الحفاظ على وظائفه في مواجهة الشيخوخة أو التلف أو المراحل المبكرة من المرض.

وأشار إسحاقسون إلى أن تدريب الدماغ يمكن أن يكون أحد الطرق العديدة لبناء هذا الاحتياطي الإدراكي، قائلاً: “لا توجد حبة سحرية واحدة تمنع الخرف، لكن مجموعة من التدخلات يمكن أن تساعد الأشخاص على التحكم في مسارهم في مواجهة مرض الزهايمر. وبناءً على العلم، اقترحت هذه الاختبارات المحددة من BrainHQ كجزء من خطة الانخراط الإدراكي، إلى جانب تعلم لغة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية جديدة، أو ممارسة هواية جديدة مثل الرقص أو التصوير الفوتوغرافي”.

وعلى الرغم من أن الدراسة تمثل تقدمًا علميًا في هذا المجال، إلا أنه من المبكر استخلاص استنتاجات مؤكدة، لأن “الأبحاث في مرحلة مبكرة وأحجام التأثير صغيرة”، حسبما قال الباحث في الألعاب الذهنية آرون سايتز، أستاذ مشترك في علم النفس وتصميم الألعاب في كلية بوف للصحة بجامعة نورث إيسترن في بوسطن. وهو لم يشارك في هذه الدراسة.

وقال سايتز: “من المهم أن يقوم باحثون آخرون بتكرار هذه النتائج قبل أن نتمكن من الاستنتاج بشكل موثوق أن إنتاج الأسيتيل كولين يتم رفعه بواسطة هذا النوع من التمارين”.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

لماذا تصاعدت الأزمة بين باكستان وأفغانستان؟

المقالة التالية

“فيفا” يرد على تهديد ترامب بنقل مباريات كأس العالم 2026