logo alelm
تايلينول والحمل.. لماذا قد تكون نصيحة ترامب ضارة؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة جدل جديدة بعد أن دعا النساء الحوامل إلى الصبر وتجنب استخدام تايلينول أثناء الحمل، زاعمًا وجود صلة محتملة بينه وبين مرض التوحد، وعلى الرغم من أن الأدلة العلمية التي استند إليها غير قاطعة، فإن رسالته حملت تلميحًا بأن الأم مسؤولة مباشرة عن الحالة العصبية لأطفالها، وهو ما قد يترك أثرًا نفسيًا ضارًا على النساء ويثير مخاوف إضافية حول صحتهن وصحة الجنين.

خلفية طبية: ما وراء الادعاءات

التوحد، بحسب الأطباء والمتخصصين، لا يُعزى إلى عامل واحد، بل يتداخل فيه مزيج من الوراثة والعوامل البيئية، حيث أكدت ممثلة الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء، الدكتورة فيرونيكا جيليسبي-بيل، أن العلم لم يحسم وجود علاقة مباشرة بين استخدام تايلينول وبين اضطرابات النمو العصبي، ورغم أن بعض الدراسات أشارت إلى وجود ارتباط محتمل، فإنها لم تصل إلى إثبات علاقة سببية مؤكدة.

الدراسات العلمية بين التأكيد والنفي

استشهدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية بمراجعة بحثية حديثة تحدثت عن علاقة بين تناول الأسيتامينوفين – المكون النشط في تايلينول – وبين زيادة خطر الإصابة بالتوحد، لكن تلك المراجعة استندت إلى بيانات رصدية فقط، واعترف الباحثون أنفسهم بأن النتائج تظهر مجرد ارتباط لا أكثر.

في المقابل، خلصت دراسة موسعة أُجريت عام 2024 في السويد شملت أكثر من مليوني طفل، إلى عدم وجود أي صلة قوية بين استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل والتوحد، مما يضعف من فرضية الخطر المباشر.

الموقف الطبي الرسمي من تايلينول 

يُعتبر تايلينول أحد أكثر الأدوية التي يوصي بها الأطباء لعلاج الحمى وتسكين الألم أثناء الحمل، نظرًا لكونه أكثر أمانًا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، التي قد تسبب انخفاضًا في السائل الأمنيوسي أو مشكلات في الجنين.

وفي هذ السياق جددت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) تأكيدها أن استخدام الأسيتامينوفين – أو تايلينول – باعتدال، وتحت إشراف الطبيب، يظل خيارًا مقبولًا وآمنًا، ولا توجد أدلة واضحة تربطه بمشكلات نمو الجنين.

مخاطر التخلي عن العلاج

التخلي عن تايلينول في حالة إصابة الأم بالحمى أو الألم قد يكون له عواقب سلبية أخطر من الدواء نفسه، فوزارة الصحة الأمريكية تؤكد أن الحمى غير المعالجة قد تؤدي إلى عيوب في الأنبوب العصبي أو الولادة المبكرة، كما أن الألم المستمر قد يتسبب في ارتفاع ضغط الدم أو مشكلات نفسية، وهي عوامل تهدد حياة الأم والجنين.

ويرى الخبراء أن إن تحميل المرأة الحامل مسؤولية مباشرة عن تناول الأدوية، في ظل غياب أدلة علمية حاسمة، لا يعد فقط غير منصف، بل قد يكون ضارًا نفسيًا وجسديًا، وبينما يظل تايلينول خيارًا طبيًا معتمدًا لتخفيف الحمى والألم، فإن الرسائل المضللة قد تربك الأمهات وتدفعهن إلى قرارات قد تعرض صحتهن وصحة أطفالهن للخطر.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

لماذا تبدو أعراض القولون العصبي عند النساء أكثر حدة؟

4 أيام من الوجبات السريعة قد تضعف ذاكرتك!

إنفوجرافيك| هل استبدال الأعضاء يساعدك على العيش إلى الأبد؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

كيف يعزز الغاز الطبيعي هيمنة أمريكا في سباق الذكاء الاصطناعي؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| القروض المتعثرة في البنوك الخليجية