logo alelm
إنجاز علمي.. علاج ثوري جديد لمكافحة ارتفاع ضغط الدم

يعاني أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم من ارتفاع ضغط الدم، ونصفهم غير قادرين على السيطرة عليه أو لا يستجيبون للعلاجات المتوفرة، هذا الوضع يعرضهم بشكل كبير لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، وأمراض الكلى، بالإضافة إلى الوفاة المبكرة، إلا أن مجموعة من الأطباء توصلوا لإنجاز علمي جديد يبشر بأمل لجميع مرضى ضغط الدم.

ووفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، أظهرت تجارب سريرية أجريت حديثَا ضمن دراسة BaxHTN، نتائج واعدة لدواء جديد يُسمى باكسدروستات، يُعد هذا الدواء ذا تأثير كبير في خفض ضغط الدم لدى المرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للأدوية الأخرى، مما يوفر لهم أملاً جديدًا في السيطرة على حالتهم.

ويرتبط ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير بهرمون الألدوستيرون، الذي يُنظم توازن الملح والماء في الكلى، عندما ينتج الجسم كميات زائدة من هذا الهرمون، فإنه يؤدي إلى احتباس الملح والماء، مما يسبب ارتفاعًا حادًا في ضغط الدم ويجعله صعب السيطرة عليه، و يتميز دواء باكسدروستات بأنه يعمل بشكل مباشر على منع إنتاج هذا الهرمون، مما يعالج السبب الجذري لارتفاع ضغط الدم لدى بعض المرضى.

علاج ثوري لمرضى ضغط الدم

وأكدت الدراسة التي أُجريت على 796 مريضًا، أن دواء باكسدروستات حقق نتائج ملموسة. فبعد 12 أسبوعًا من العلاج، انخفض ضغط دم المرضى بحوالي 9 إلى 10 ملم زئبق، وهو ما يُعد كافيًا لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما ساهم الدواء في وصول أربعة من كل عشرة مرضى إلى مستويات ضغط دم صحية.

وفقًا للبروفيسور برايان ويليامز، الباحث الرئيسي ورئيس قسم الطب في جامعة كوليدج لندن، فإن دواء “باكسدروستات” حقق نتائج غير مسبوقة، قائلًا: “لم أرَ قط انخفاضًا بهذا الحجم في ضغط الدم باستخدام دواء.”

وأضاف أن انخفاض ضغط الدم الانقباضي بحوالي 10 ملم زئبقي في المرحلة الثالثة من تجربة “BaxHTN” يُعد أمرًا مثيرًا، حيث يرتبط هذا الانخفاض بانخفاض كبير في خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية، وفشل القلب، وأمراض الكلى.

وأضاف ويليامز أن هذا الدواء قد يُحدث “نقلة نوعية” في علاج حالات ارتفاع ضغط الدم التي يصعب التحكم فيها، مشيرًا إلى أن نتائجه الواعدة قد تفيد ما يصل إلى نصف مليار شخص حول العالم، مؤكدا “يُعد تطوير هذا الدواء انتصارًا حقيقيًا للاكتشاف العلمي”.

تاريخيًا، سُجِّلت زيادة كبيرة في معدلات ارتفاع ضغط الدم في الدول الغربية الغنية. ومع ذلك، ونتيجةً لتغير الأنظمة الغذائية، أصبح عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم الآن أعلى بكثير في الدول الشرقية والبلدان ذات الدخل المنخفض. يعيش أكثر من نصف المصابين في آسيا، منهم 226 مليون شخص في الصين و199 مليون شخص في الهند.

ومن جانبه قال البروفيسور بول ليسون، طبيب القلب وأستاذ طب القلب والأوعية الدموية بجامعة أكسفورد، إن دواء “باكسدروستات” قد يكون “علاجًا إضافيًا قيّمًا” لمرضى ارتفاع ضغط الدم.

وأوضح أن الأدوية السابقة كانت تعمل على تثبيط عمل هرمون الألدوستيرون دون تقليل مستوياته، مما كان يتسبب في آثار جانبية للمرضى، أما “باكسدروستات” فينتمي إلى مجموعة جديدة من الأدوية التي تعمل على خفض مستويات الألدوستيرون بشكل مباشر.

تاريخيًا، كان ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا في الدول الغربية المتقدمة. ولكن مع التغيرات في أنماط الغذاء حول العالم، أصبح عدد المصابين الآن أعلى بكثير في الشرق والدول النامية. ويعيش أكثر من نصف المصابين في قارة آسيا، حيث توجد أعداد ضخمة في الصين والتي تضم 226 مليون مصاب، والهند والتي تسجل 199 مليون مصاب.

اقرأ أيضًا :

سر جديد عن «فيتامين د» قد يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب

خاصة بالنسبة للنساء.. لماذا قد تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟

تناول الموز أم تقليل الملح.. أيهما يخفض ضغط الدم؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

وفاة أسطورة الأزياء الإيطالي.. محطات في حياة جورجيو أرماني

المقالة التالية

أبرز نتائج اجتماع “تحالف الراغبين” في باريس