أظهرت الأبحاث أن ألعاب الفيديو قد تعزز مهارات الأطفال الحركية، وتزيد من سرعة ردود أفعالهم، وربما تحسن أداءهم الدراسي، ومع ذلك، تشير دراسة حديثة أجراها باحثون إسبان إلى أن الإفراط في اللعب قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية.
ووجدت الدراسة، التي شملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عامًا، أن الفوائد المرتبطة بالألعاب تصل إلى ذروتها بعد حوالي 8 ساعات لعب أسبوعيًا، أما الأطفال الذين زاد وقت لعبهم إلى 9 ساعات أو أكثر في الأسبوع، فكانوا أكثر عرضة لمواجهة مشاكل في سلوكهم وعلاقاتهم الاجتماعية.
ويشير الدكتور خيسوس بوجول مؤلف الدراسة، إلى أن لعب الأطفال لألعاب الفيديو لمدة تتراوح بين ساعة وتسع ساعات أسبوعيًا يعتبر آمنًا، لكن اللعب لأكثر من تسع ساعات في الأسبوع بمعدل ساعة واحدة يوميًا في أيام الأسبوع وساعتين في عطلة نهاية الأسبوع قد يؤدي إلى آثار سلبية على الأطفال من سن 7 إلى 11 عامًا.
ويوضح بوجول، أن العلاقة بين ألعاب الفيديو والمشاكل السلوكية قد تكون عكسية، فمن المحتمل أن الأطفال الذين يعانون بالفعل من صعوبات اجتماعية أو مشاكل مع أقرانهم يميلون إلى قضاء وقت أطول في ألعاب الفيديو كنوع من العزلة، مشيرًا إلى أن ألعاب الفيديو في حد ذاتها لا تعتبر جيدة أو سيئة ولكن الأمر يتوقف على عدد ساعات استخدامها.
و شملت الدراسة أكثر من 2400 طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و11 عامًا، حيث طلب الباحثون من آبائهم الإبلاغ عن عاداتهم في لعب ألعاب الفيديو. وتبين أن الغالبية العظمى من الأطفال (حوالي خمسة أسداسهم) كانوا يلعبون لمدة ساعة واحدة على الأقل أسبوعيًا، بينما صُنف البقية على أنهم غير لاعبين.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو يتمتعون بمهارات حركية وردود أفعال أسرع مقارنة بغير اللاعبين. وقد كشفت فحوصات الدماغ عن وجود تغيرات إيجابية في المادة البيضاء لدى اللاعبين، مما يشير إلى تحسن في قدرات التعلم.
كما لاحظ الباحثون أن هذه التحسينات الحركية كانت طفيفة، وخاصة لدى الفتيات اللاتي لعبن ساعتين أو أكثر في الأسبوع، وبالرغم من أن اللاعبين حققوا درجات مدرسية أعلى بشكل ملحوظ مقارنةً بغير اللاعبين، إلا أن الدراسة لم تجد أي تفوق لديهم في مهارات الذاكرة العاملة أو الانتباه.
وخلص الباحثون إلى أن زيادة ساعات لعب الأطفال لألعاب الفيديو أدت إلى تقليل ساعات نومهم، كما أن قضاء أكثر من تسع ساعات في اللعب أسبوعيًا يزيد من احتمالية مواجهة الأطفال لمشاكل سلوكية، مثل الدخول في صراعات مع أقرانهم، وظهور سلوكيات إشكالية، وضعف المهارات الاجتماعية.
كما أكد بوجول، أن قضاء الأطفال وقتًا أمام الشاشات أصبح أمرًا واقعًا، وقد يكون مفيدًا لهم، ولكن لابد من وضع حدود زمنية محددة للعب، والتأكد من أن الألعاب لا تحل محل الأنشطة البدنية أو الوقت الذي يقضيه الطفل في الخارج، إضافة إلى ضرورة مراقبة سلوك الطفل للتأكد من أن الألعاب لا تؤثر سلبًا على مهاراته الاجتماعية.
وتعليقًا على نتائج الدراسة، قالت جوليا ليبمان باحثة زائرة في مركز أبحاث ديناميكيات الجماعة بجامعة ميشيغان في آن أربور، إنها لم تستطع تحديد ما إذا كان اللعب المفرط هو سبب المشاكل الاجتماعية والسلوكية لدى الأطفال، أم أن هذه المشاكل تدفع الأطفال للجوء إلى الألعاب كنوع من العزلة، وأنها شأنها شأن أبحاث أخرى، تشير إلى أن الإفراط في استخدام وسائل الإعلام قد يكون مؤشرًا على وجود صعوبات عاطفية أو سلوكية لدى الأطفال.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| أكبر أسواق الألعاب في العالم