كشفت دراسة علمية جديدة أجراها باحثون من جامعة هارفارد أن فقدان الوزن ليس شرطًا أساسيًا لتحسين صحة الإنسان، في نقلة نوعية لتصورات الطب التقليدي التي تربط بين الصحة والوزن بشكل مباشر.
ركزت الدراسة على العلاقة بين العادات اليومية والنشاط البدني من جهة، ومؤشرات الصحة العامة من جهة أخرى، لتخلص إلى أن الإنسان يمكنه أن يصبح أكثر صحة دون أن يخسر غرامًا واحدًا من وزنه.
وجد الباحثون أن ممارسة الرياضة بانتظام، خصوصًا التمارين الهوائية وتمارين القوة، تساهم بشكل فعّال في تقليل خطر الوفاة المبكرة، وتعزيز صحة القلب والشرايين، وتحسين حساسية الأنسولين، حتى في غياب أي تغيير في الوزن.
وأظهرت البيانات أن التحسن في اللياقة القلبية التنفسية يرتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 30% بغض النظر عن وزن الجسم.
لطالما كانت السياسات الصحية العامة والأطباء يعتمدون على مؤشر كتلة الجسم “BMI” كأداة لتقييم مدى صحة الأفراد، لكن الدراسة تشكك في دقة هذا المؤشر، مشيرة أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم مؤشرات أيضية طبيعية مثل ضغط دم مستقر، ومستويات كوليسترول وسكر ضمن النطاق الصحي. وهو ما يعرف طبيًا بـ”السمنة الأيضية الصحية”.
أحد أبرز تحذيرات الدراسة هو أن الضغط المجتمعي لإنقاص الوزن قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها اضطرابات الأكل، والشعور بالذنب، وتدهور الصحة النفسية.
ويرى الباحثون أن التركيز على الوزن فقط قد يدفع الأفراد إلى اتباع أنظمة غذائية غير مستدامة بدلًا من تبني نمط حياة صحي طويل الأمد.
أوصت الدراسة بإعادة توجيه السياسات الصحية من محاربة الوزن الزائد إلى دعم النشاط البدني، وتوفير بيئات مشجعة للحركة اليومية والتغذية المتوازنة، كما دعت إلى دمج مفاهيم مثل “القبول الجسدي” في البرامج الصحية، والتركيز على رفاه الفرد وجودة حياته لا على مظهره الخارجي فقط.