تظهر دراسة حديثة أن بعض البكتيريا الموجودة في أمعاء بعض الأشخاص قد تساعد في تفكيك الكولسترول، مما يقلل من فرص إصابتهم بأمراض القلب. وتشير النتائج إلى أن البكتيريا في جنس Oscillibacter تلعب دورًا مهمًا في تحليل الكولسترول، وأن الأشخاص الذين يحملون هذه البكتيريا بكثرة لديهم مستويات منخفضة للكولسترول في الدم، فما التفاصيل الخاصة بهذه الدراسة وكيف تسهم في أبحاث صحة القلب؟
أثبتت الدراسات السابقة العلاقة بين تنوع البكتيريا في الأمعاء وانخفاض فرص الإصابة بأمراض القلب. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، مثل تصلب الشرايين، يحملون أنواعًا مختلفة من البكتيريا في أمعائهم مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من تلك الحالات. وكانت الباحثون يعتقدون أن ذلك قد يكون مرتبطًا بإنزيم يُسمى IsmA والذي يتم إنتاجه من قبل البكتيريا والذي يقوم بتفكيك الكوليسترول.
أظهرت دراسة نشرت في أبريل الحالي في مجلة Cell المتخصصة أن البكتيريا من جنس Oscillibacter تقوم بتفكيك الكوليسترول، وأن الأشخاص الذين يحملون المزيد من هذه البكتيريا لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول في الدم مقارنة بالأشخاص الذين يحملون أقل عدد من تلك البكتيريا.
استخدم الباحثون عينات من البراز والدم جمعت من أكثر من 1400 شخص في دراسة قلب فريمنجهام، وهي دراسة طويلة الأمد حول عوامل خطر أمراض القلب. ثم قام الفريق بتحليل الحمض النووي للبكتيريا في عينات البراز، وكذلك تحليل المركبات الكيميائية المتبقية عند تفكك مواد مثل الكوليسترول.
بعد تحليل البيانات، وجد الفريق أن الأشخاص الذين يحملون كميات أكبر من بكتيريا Oscillibacter في أمعائهم كان لديهم مستويات منخفضة للكوليسترول والتريجليسيريد في الدم. وأكدت التجارب في المختبر أن بكتيريا Oscillibacter تقوم بفعلياً بتفكيك الكوليسترول.
تقترح النتائج أن تغييرات في تركيب البكتيريا الأمعائية قد تؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم، مما يمهد الطريق لاستراتيجيات جديدة للوقاية من أمراض القلب وعلاجها. ومع ذلك، يلزم إجراء المزيد من الدراسات لفهم تفاصيل العملية وتطبيقها بشكل فعال كعلاج محتمل.
