في خطوة استثنائية، يشهد حفل تنصيب ترامب تغيرات مفاجئة، إذ سيؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية اليوم الاثنين داخل قاعة “الروتوندا” الشهيرة في مبنى الكابيتول. جاء هذا التغيير بسبب الطقس القارس المتوقع، ليكون أول حفل تنصيب يُعقد داخل هذا المبنى منذ أربعة عقود. ورغم رمزيته التاريخية، يحمل المكان أبعادًا مثيرة للجدل نظرًا لأحداث الشغب التي وقعت فيه في السادس من يناير 2021.
تبدأ الفعاليات بحضور ترامب وزوجته ميلانيا قداسًا في كنيسة سانت جون الأسقفية قرب البيت الأبيض، وفقًا للتقاليد الرئاسية. يلي ذلك حفل استقبال في البيت الأبيض مع الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن وزوجته.
داخل الروتوندا، سيتخلل الحفل موسيقى وطنية وأداء من فرق وجوقات مرموقة، مع كلمات دينية وأغانٍ وطنية يؤديها مغنون بارزون. سيردد ترامب اليمين الدستورية التي سيُدلي بها كبير قضاة المحكمة العليا جون روبرتس، ثم يلقي خطابه الرئاسي الأول.
بسبب الطقس القارس، تقرر نقل مراسم التنصيب إلى قاعة الروتوندا داخل مبنى الكابيتول، في خطوة تعد الأولى منذ أربعة عقود. عادةً ما تقام هذه المراسم في الهواء الطلق على الجهة الغربية من الكابيتول، ولكن الظروف المناخية الصعبة فرضت هذا التغيير.
قلب مبنى الكابيتول، قاعة الروتوندا، ليس مجرد مكان تاريخي بل كان مسرحًا لأحداث فارقة. فقد شهدت القاعة أضرارًا جسيمة أثناء أحداث الشغب في 6 يناير 2021، حيث اقتحم مثيرو الشغب المبنى مخلفين خسائر قدرت بـ1.5 مليون دولار. كما استُخدمت القاعة لاحقًا لتكريم ضحايا الهجوم، مثل الشرطي بريان سيكنيك الذي دافع بشجاعة عن المشرعين.
بعد مراسم التنصيب، سيتوجه ترامب إلى قاعة الرؤساء في مجلس الشيوخ للتوقيع على مراسيم ونقاشات أولية مع الكونغرس. يلي ذلك مأدبة غداء احتفالية يحضرها القادة السياسيون، وبعدها استعراض عسكري تقليدي في الساحة الشرقية للكابيتول.
بسبب برودة الطقس، تم نقل العرض العسكري التقليدي إلى ملعب “كابيتال وان أرينا”، حيث من المتوقع أن يلقي ترامب كلمة أمام الحضور.
يختتم اليوم بحضور الرئيس وعائلته عدة حفلات تنصيبية، من بينها حفل القائد الأعلى المخصص لأفراد الجيش، وحفل “الحرية” الذي يُكرم مؤيدي ترامب، وحفل “ستارلايت” المخصص لكبار داعميه.
رغم عودة ترامب إلى الكابيتول لتنصيبه رئيسًا، لا تزال الروتوندا تحمل ذكريات الشغب الذي حدث فيها قبل أربع سنوات. إذ كانت الأحداث الأخيرة، مثل محاكمة ترامب الثانية في مجلس الشيوخ وتكريم الشخصيات البطولية، بمثابة تذكير مستمر بما حدث. تنصيب ترامب يعكس مزيجًا من اللحظات الاحتفالية والتاريخية، ما يجعل اليوم محطة مهمة في تاريخ الولايات المتحدة.