أكد حزب الله مقتل الأمين العام للجماعة اللبنانية، اليوم السبت، إثر غارة جوية نفذها جيش الاحتلال على مقر تواجده في العاصمة بيروت أمس الجمعة.
أنهى الاحتلال بعملية الاغتيال هذه أكثر من 30 عامًا من قيادة “نصر الله” للحزب، ومسيرة طويلة في العمل المسلح، نلقي الضوء على أبرز محطاتها.
وُلد “نصر الله” البالغ من العمر 64 عامًا في بيروت عام 1960، وكان التاسع بين عشرة أبناء لعائلة شيعية، وكان والده يبيع الخضراوات.
عاش “نصر الله” في العاصمة اللبنانية التي كانت تُعرف آنذاك بـ”باريس الشرق الأوسط”، ولكن عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، تدهورت حال المدينة إلى الكارثة.
خلال تلك الفترة، فرت عائلة نصر الله من بيروت، وانضم إلى جماعة شيعية مسلحة تسمى حركة أمل، والتي تطورت فيما بعد إلى حزب الله عام 1982.
درس نصر الله في إيران لفترة، ثم عاد إلى الجماعة وأصبح الأمين العام لحزب الله بعد أن اغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي في غارة بطائرة هليكوبتر عام 1992.
وتحت قيادة نصر الله، صعّد حزب الله تهديداته بتدمير الاحتلال والوجود الأميركي في لبنان، وأعلنت واشنطن المنظمة منظمة إرهابية في أكتوبر الأول 1997.
ارتبط الجناح العسكري للجماعة بتفجيرات استهدفت مبنيين تابعين للسفارة الأميركية في ثمانينيات القرن العشرين، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثمانين شخصًا وإصابة المئات.
كما ارتبط حزب الله أيضًا بعمليات اختطاف طائرات وتفجيرات انتحارية وتجسس في مختلف أنحاء العالم.
كما توسع حزب الله سياسيًا في عهد “نصر الله”، ففاز بمقاعد منتخبة في البرلمان اللبناني على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأصبح له حضور جماهيري كبير في جميع أنحاء لبنان.
وخلال السنوات الأخيرة من حياته، أصبحت الظهورات العلنية لنصر الله نادرة، حتى مع تنامي شهرة حزب الله.
وخوفا من الاغتيال، اختار إلقاء الخطب عبر الفيديو من أماكن سرية.
وفي آخر تصريحاته المتلفزة، في التاسع عشر من سبتمبر، ألقى باللوم على الاحتلال في هجوم باستخدام جهاز اتصال لاسلكي أدى إلى مقتل العشرات من جنود حزب الله وإصابة آلاف آخرين، وفي كلماته الأخيرة، تعهد بأن “الانتقام قادم”.
المصادر:
