تتهم سوريا إسرائيل باستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق، أمس الاثنين، وهو ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي.
وشهدت سوريا العديد من عمليات الاغتيال من جانب القوات الإسرائيلية منذ بداية الصراع في غزة، ركّزت على شخصيات إيرانية.
بدأت عمليات الاغتيال الإسرائيلية في سوريا بعد حوالي شهرين من اندلاع الصراع بغزة، ففي 2 ديسمبر 2023 تم الإعلان عن مقتل اثنين من عناصر الحرس الثوري الإيراني في دمشق بغارات إسرائيلية.
وأعقب هذه العملية هجومًا آخر في 26 ديسمبر، أسفر عن مقتل أحد أهم قادرة الحرس الثوري، رضي موسوي، بصواريخ إسرائيلية استهدفت منزله.
واغتالت إسرائيل 5 مستشارين للحرس الثوري في 20 يناير، وهو ما اضطر إيران لسحب عدد من الضباط في دمشق.
وفي 29 يناير، نفّذ الإسرائيليون عملية مشابهة، حيث تم اغتيال 4 مسؤولين عسكريين إيرانيين في دمشق.
وأودت غارة إسرائيلية بحياة المستشار سعيد علي دادي و3 مسلحين موالين لإيران في 2 فبراير، قبل الإعلان عن مقتل الضابط في بحرية الحرس الثوري رضا زارعي بغارة على ميناء بانياس السوري في 1 مارس.
وقال أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور علي العنزي، تعليقًا على الاستهداف الأخير، إن سوريا تعد مسرحًا للتصعيد بين إيران وإسرائيل.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”، أن “هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل القنصلية الإيرانية، وهذا اعتداء على السيادة بالقانون الدولي”.
وتابع: “دائمًا ما كانت إيران تحذر إسرائيل عندما يحدث اغتيال أو هجوم على بعض النقاط العسكرية في سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر، وتهدّد بالانتقام، ولكن التصعيد في هذه المرة خطير جدًا ومختلف عن أي عمل سابق؛ لأن السفارة تعتبر جزءًا من سيادة أي دولة”.
وقال: “منذ بداية الصراع كان التصعيد محدودًا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يمكن أن يخرج فيها عن السيطرة، والمستفيد هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يحاول خلط الأوراق وجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مع إيران”.
