logo alelm
خالد العناني.. أول عربي ومصري يفوز برئاسة اليونسكو

فاز خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وذلك خلفًا للفرنسية أودري أزولاي، التي أنهت ولايتين متتاليتين. ومن المنتظر أن تصادق الجمعية العامة على التعيين رسميًا خلال اجتماعها المقبل في أوزبكستان يوم السادس من نوفمبر.

وحصل خالد العناني على دعم شبه إجماعي من المجلس التنفيذي المؤلف من 58 دولة، إذ نال 55 صوتًا من أصل 57، في تصويت عكس الثقة الكبيرة في كفاءته، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن المشاركة بعد إعلان انسحابها من المنظمة. وجاء فوزه بعد منافسة محدودة مع مرشح الكونغو فيرمين إدوارد ماتوكو، عقب انسحاب المرشح المكسيكي في أغسطس، ما جعله المرشح الأوفر حظًا والمدعوم دوليًا.

وفي حال اعتماد تعيينه، سيتولى خالد العناني منصبه في 14 نوفمبر، ليكون أول عربي وثاني إفريقي يقود اليونسكو منذ تأسيسها، في خطوة تعكس مكانة مصر ودورها الثقافي. ويأتي ذلك في مرحلة دقيقة للمنظمة بعد إعلان الولايات المتحدة انسحابها نهاية 2026، مما يهدد تمويلها. وقد أكد العناني أنه سيعمل على إعادة بناء الثقة وتشجيع واشنطن على العودة.

وتواجه اليونسكو أيضًا تحديات أخرى بعد انسحاب نيكاراغوا في مايو الماضي، إلا أن قيادة خالد العناني المنتظرة تُعد فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التوازن الدبلوماسي وتعزيز دور المنظمة كجسر للحوار الثقافي وحماية التراث الإنساني.

من هو خالد العناني؟

يُعد خالد أحمد العناني، المولود عام 1971، من أبرز الشخصيات المصرية في مجالي الآثار والسياحة، إذ جمع بين الخبرة الأكاديمية الواسعة والقيادة الإدارية المتميزة. شغل منصب وزير السياحة والآثار في مصر بين عامي 2016 و2022، ويعمل حاليًا أستاذًا لعلم المصريات بجامعة حلوان، حيث انضم إلى هيئتها التدريسية منذ أكثر من 30 عامًا، وشارك بالتدريس في جامعات ومؤسسات دولية مرموقة. وأسهم خالد العناني في تخريج آلاف الطلاب والباحثين المصريين والأجانب، وساهم بمحاضراته ومشاركاته في عشرين دولة في تعزيز الحوار الثقافي وتطوير الدراسات الأثرية.

ونال خالد العناني درجتي الماجستير والدكتوراه في علم المصريات من جامعتي حلوان وبول فاليري مونبلييه في فرنسا، وتعاون لسنوات مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، كما اختير عضوًا فخريًا في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات وعضوًا مراسلاً لمعهد الآثار الألماني. داخل جامعة حلوان، تولى عدة مناصب أكاديمية مهمة وأسهم في تطوير برامج دراسات التراث والسياحة، إلى جانب عضويته في مجالس أمناء جامعات مصرية وفرنسية.

تولى خالد العناني إدارة المتحف المصري والمتحف القومي للحضارة قبل تعيينه وزيرًا للآثار عام 2016، حيث قاد إصلاحات هيكلية وتشريعية واسعة، شملت إعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة وقانون إنشاء صندوق دعم السياحة والآثار عام 2022. وأشرف على أكثر من ألفي موقع أثري وأربعين متحفًا، كما أطلق برامج لتشجيع المساواة وتمكين الشباب وجعل الثقافة متاحة للجميع.

برز خالد العناني دوليًا بتنظيم فعاليات كبرى مثل موكب المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش، وأشرف على ترميم مواقع أثرية ودينية مهمة كالجامع الأزهر وعدد من الكنائس والأديرة والآثار اليهودية. واستعاد آلاف القطع الأثرية المهربة من أكثر من عشرين دولة، وأطلق منصات رقمية لتسهيل زيارة المتاحف والمواقع التراثية.

نال خالد العناني عدة تكريمات دولية، من بينها وسام الفنون والآداب الفرنسي عام 2015، ووسام الاستحقاق من بولندا عام 2020، ووسام الشمس المشرقة الياباني عام 2021، إلى جانب الدكتوراه الفخرية من جامعة بول فاليري عام 2024. ويحظى بدعم واسع من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في ترشحه لمنصب المدير العام لليونسكو، ليصبح – في حال انتخابه – أول عربي وثاني إفريقي يتولى قيادة المنظمة في تاريخها الممتد لثمانية عقود.

ومنذ إعلانه الترشح قبل أكثر من عامين، أجرى جولات دبلوماسية في 65 دولة، التقى خلالها أكثر من 400 مسؤول لتعزيز فرص مصر في قيادة المنظمة.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أغلى مدن العالم في أسعار الغاز 2025

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الرابحون والخاسرون من رسوم ترامب الجمركية