يستشهد الناس بقصة عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة في مواطن الحديث عن الحب والوفاء حتى يومنا هذا، رغم مرور نحو 15 قرنًا على الوقت الذي عاشا فيه بشبه الجزيرة العربية.
وتظل حصاة النصلة وصخرة عنترة، في قلب النطاق الجغرافي للسعودية، شاهدين أثريين على قصة الحب هذه، فما الذي نعرفه عنهما؟
اعتاد الشاعر عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة أن يلتقيا بين صخرتين عُرفا بعد ذلك بصخرة عنتر وحصاة النصلة.
تقع الصخرتان شمال محافظة عيون الجواء وفي الطرف الشمالي لبلدة غاف الجواء شمال غرب بريدة، مقر إمارة منطقة القصيم.
وتتميز حصاة النصلة بأنها كتلة صخرية كبيرة تتميز بجمالها، وتتسم بالشكل المخروطي والذي تشكل بسبب العوامل الجوية والرياح.
سميت الصخرة بالنصلة لأنها انفردت عن الجبال التي تقرب منها، وتحتوي واجهتها على مجموعة من النقوش الثمودية والرسوم الصخرية لأشكال حيوانية متنوعة.
يقول المؤرخون إن عنترة بن شداد كان يربط حصانه في الصخرة التي أطلق عليها اسمه ثم يلاقي محبوبته عبلة تحت حصاة النصلة.
وتعدّ الصخرة من أهم المواقع السياحية التي تقع على المسار السياحي المعتمد في منطقة القصيم، وهو مسار متخصص ضمن مسارات التراث الأدبي التي تحتضنها المنطقة.
ويعد مسار عنترة بن شداد من أبرز المسارات السياحية ويلقى إقبالا من قبل زوار المنطقة لما يحتوي عليه من قصص تاريخية وثراء أدبي و أنثربولوجي.
وتعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالقصيم مع شركائها في المنطقة لتطوير مسار عنترة بن شداد عبر حزمة من المشاريع والمبادرات لتساهم في تطوير الخدمات المقدمة للسائح أو الزائر للمنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن النقوش على الصخرة تدل على أن المنطقة كانت قديمة الاستيطان، وتحديدًا خلال الفترة من القرنين الثاني قبل الميلاد إلى الأول أو الثاني الميلادي.
وذكر عنترة مواقع بالقصيم ومنها عيون الجواء، حيث قال في إحدى قصائده:
ولقد حبست بها طويلا ناقتي.. أشكو إلى سفح رواكد جثّمِ
يا دار عبلة بالجواء تكلمي.. وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
ومن الجدير بالذكر أن عنتر بن شداد أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ولد في الجزيرة العربية في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، وأمه كانت أميرة حبشية يقال لها زبيبة، أُسرت في هجمة على قافلتها وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة.
المصادر:
