شهد العام الجاري 2023 أرقاماً قياسية، فيما يتعلق بمعدلات ترك الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين لمناصبهم، لأسباب مختلفة، حسبما ذكر تقرير لـCNBC.
ووجد استطلاع حديث أن أكثر من 1500 رئيس تنفيذي تركوا مناصبهم، خلال عام 2023 وحتى الآن في الولايات المتحدة، علماً بأن ذلك يمثل أكبر عدد من المغادرين منذ أن بدأت شركة Challenger في تتبع البيانات في العام 2002.
تنقل شبكة CNBC عنألكسندر كيرس، مدير أول للأبحاث في جارتنر أن: “هناك أربعة أسباب على الأقل وراء ارتفاع معدل دوران الرؤساء التنفيذيين خلال الأشهر القليلة الماضية”، مضيفاً “سيؤدي ذلك إلى تأخير تقاعد الرئيس التنفيذي، وإرهاق الرئيس التنفيذي، والمخاوف بشأن ضعف أداء الرئيس التنفيذي. ثم أخيرًا، الرؤساء التنفيذيون ذوو الأداء العالي الذين يغتنمون هذه الفرصة للارتقاء إلى مستوى أكثر جاذبية”.
وأشارت CNBC في تقريرها إلى أنه خلال أوقات التقلبات غير المتوقعة مثل جائحة كوفيد-19، عادة ما تحتفظ الشركات برؤسائها التنفيذيين للمساعدة في التغلب على تلك الأوقات، ومع ذلك، عندما تعود البيئة الاقتصادية إلى طبيعتها بعد ذلك، ثم تعود شهية مجلس الإدارة للمخاطرة، ومن هنا يبدأ البحث عن قيادة جديدة.
وبالنسبة للرؤساء التنفيذيين، فإن الضغط الناتج عن رئاسة الشركة أثناء الوباء يتفاقم الآن بسبب الرياح المعاكسة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، واستمرار التضخم واحتمال الركود، علماً بأنه لا تؤثر هذه الاتجاهات على الرؤساء التنفيذيين فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى خفض التكاليف وتجميد التوظيف وتسريح العمال – وكل ذلك يؤثر على الموظفين على جميع المستويات.
وفي عام 2021، قدم أستاذ أمريكي توقعاً لافتاً وقال إنه سيحدث نزوح جماعي مستمر من القوى العاملة بسبب الوباء، وفي حين أن هذه النبوءة ربما بدت في التحقق، إلا أنه أعطى هذه الظاهرة اسمًا رائعًا إلى حد ما، إذ سماها “الاستقالة الكبرى”.
وفي ذلك العام، قرر عدد قياسي من الأفراد ترك وظائفهم، حيث وصل العدد إلى 47 مليوناً في الولايات المتحدة وحدها.
وجعل ذلك الرؤساء التنفيذيين يواجهون واحدة من أصعب سنواتهم منذ عقود، علماً بأنه حتى أواخر أكتوبر الماضي، ترك أكثر من 1400 من كبار المسؤولين التنفيذيين مناصبهم، وهو أعلى رقم في العقدين الماضيين. ويمثل هذا زيادة بنسبة 50% تقريباً، عن نفس الفترة من العام الماضي 2022.
اقرأ أيضاً:
الرؤساء التنفيذيون الأعلى أجرًا في العالم
لماذا يخشى الرؤساء التنفيذيون ترك مناصبهم في 2022؟
الكارثة تتفاقم.. تحركات جديدة من المملكة ومؤسسة أممية لوقف إطلاق النار بغزة
