تعد السكريات من أكثر المصادر شائعة للسعرات الحرارية في النظام الغذائي، وتتسبب في زيادة لوزن والسمنة، ويمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة منها أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وشهد العقد الأخير انخفاض في استهلاك السكر في العديد من الدول خاصة المتقدمة وذلك لعدة اسباب مثل زيادة الإدراك بمخاطر تناول السكر الزائد على الصحة، وزيادة شعبية الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، مثل الكيتو، لكن عند تقليل السكر ذكر العديد من الأشخاص معاناتهم من بعض الآثار الجانبية.
تأثير السكر على الدماغ
يعتبر السكر عاملاً مهماً جداً في تنشيط مسارات المكافأة في الدماغ، ويمكن أن يؤدي إلى إفراز الدوبامين الذي يشعرنا بالسعادة والرضا، ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى زيادة الرغبة في تناول المزيد من السكريات، مما يؤدي في النهاية إلى إدمانه.
لا يتوقف خطر تناول كميات كبير من السكر على الادمان فقط، حيث يعد الخطر الأكبر هو زيادة مستويات الإنسولين في الدم، وهي هرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وزيادة مستويات الإنسولين في الدم تؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم، مما يتسبب في النهاية إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
وينصح خبراء التغذية بتناول السكر بشكل معتدل وفي إطار نظام غذائي صحي ومتوازن، والحصول عليه من مصادر طبيعية مثل الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى تجنب تناول السكريات الصناعية والحلويات والمشروبات الغازية.
ويمكن أيضًا مراجعة خطة النظام الغذائي مع متخصص تغذية لضمان توفير جميع العناصر الغذائية اللازمة للجسم وتجنب النقصان الغذائي، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والحركة بشكل منتظم لتحسين الصحة العامة وتخفيف الأعراض النفسية والجسدية التي يمكن أن تظهر عند تقليل كمية السكر في النظام الغذائي.
التقليل التدريجي للسكر
يسبب التوقف المفاجئ عن السكر في اضطراب في الجسد، وظهور بعض الأعراض النفسية والجسدية المعروفة بأعراض “انسحاب السكر”، ومن الأفضل البدء بتقليل كمية السكر تدريجيًا بدلاً من التوقف عنه فجأة، وذلك لتخفيف الأعراض وزيادة فرص النجاح في إدارة تغييرات النظام الغذائي
وبالنسبة للآثار الجانبية التي يشعر بها البعض عند تقليل تناول السكر، فإنها قد تكون مؤقتة وتختلف من شخص لآخر، ويعتقد بعض الخبراء أن هذه الأعراض تنتج عن اعتماد الجسم على السكريات كمصدر رئيسي للطاقة، وعند تقليل تناول السكريات، يحتاج الجسم إلى التكيف مع استخدام مصادر طاقة بديلة، ومن الممكن أن تساعد زيادة تناول الماء وتناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات في التخفيف من هذه الأعراض.
أعراض التوقف المفاجئ عن تناول السكر
لا يزال البحث جارياً حول مدى تأثير السكر على الصحة العقلية والجسدية، ولكن يتفق الخبراء على أنه يجب تناول السكريات بشكل معتدل وفي إطار نظام غذائي صحي ومتوازن.
وأكد عدد من الأفراد الذين توقفوا عن تناول السكر بشكل مفاجئ إلى تعرضهم لأعراض نفسية وجسدية شملت الاكتئاب والقلق وضباب الدماغ والرغبة الشديدة في تناول الحلويات، إلى جانب الصداع والتعب والدوخة، هذا يعني أن التخلي عن السكر قد يكون مزعجًا عقليًا وجسديًا ، مما قد يجعل مهمة الالتزام بتغيير النظام الغذائي صعب على الكثير من الناس.
لم يجري العلماء بعد دراسات كافية حول أسباب تلك الأعراض بشكل دقيق على البشر، لكن الترجيحات تشير إلى ارتباط تلك الأعراض بمسارات المكافأة في الدماغ، وقد أظهرت بعض التجارب على الفئران والحيوانات أن تأثير إدمان السكر والانسحاب والانتكاس مماثلة لتلك التي تحدث مع المخدرات، لكن من الصعب حاليًا تحديد ما إذا كان الأمر مماثل بالنسبة للبشر.
يكاد يكون من المؤكد أن حدوث تغيير في التوازن الكيميائي للدماغ هو وراء الأعراض المبلغ عنها لدى البشر الذين يزيلون أو يقللون السكر الغذائي، حيث ينظم الدوبامين أيضًا التحكم في الهرمونات والغثيان والقيء والقلق، وبالتالي فإن الإنخفاض السريع في افراز الدوبامين بسبب التوقف عن تناول السكر يؤثر بشكل مباشر على الوظيفة الطبيعية للعديد من مسارات الدماغ المختلفة.
فوائد تقليل السكر
تتعدد فوائد الإقلاع عن ادمان السكر أو تناوله بكميات قليلة مثل زيادة التركيز وصفاء الذهن، بالإضافة إلى فقدان الوزن، وتحسن صحة الجلد والتخلص من المشاكل الجلدية الناتجة عن الافراط في تناول السكريات مثل حب الشباب والبثور والطفح الجلدي.
كما يفيد تقليل السكر في تقوية جهاز المناعة وبالتالي تقليل نسب الإصابة بالأمراض، وتأخير أعراض التقدم في العمر والشيخوخة، وغيرها من الفوائد مثل تحسن القدرة على النوم والقدرات الجنسية، والحصول على أسنان قوية لا سيما أن تناول السكريات من أهم أسباب تسوس الأسنان وتلفها.
دراسة جديدة تكتشف المسببات الرئيسية للإصابة بالسكري من النوع الثاني