نُفّذت مئات آلاف الصفقات في سوق العقار السعودي خلال عام 2022، بمبالغ تُقدَّر بالمليارات، وشهد متوسط قيمتها وإجماليها وحركة الأسعار على مدار السنة اختلافًا بين المناطق.
وبالتزامن مع إقامة معرض “ريستاتكس الرياض العقاري” نعرض أبرز ملامح وميزات سوق العقار في المملكة خلال عام 2022، وفقًا للتقرير السنوي ” مؤشرات عقارية في المناطق” الصادر عن وزارة العدل.
أكثر من 75 ألف صفقة في منطقة الرياض وحدها
سجّلت منطقة الرياض أعلى معدل إبرام صفقات مقارنة ببقية مناطق المملكة، بواقع 75107 صفقة، أكثرها على العقارات السكنية بمجموع 57262، وبنسبة أقل كثيرًا العقار التجاري إجمالي 8274.
بلغ إجمالي قيمة تلك الصفقات ما يقارب 104 مليار ريال، حُصّل أكثر من ثلثها في الربع الأول من العام، حيث تراوحت القيمة الإجمالية للصفقات في يناير وفبراير ومارس بين 10 و12 مليار. شهر يونيو وحده أُبرمت فيه صفقات تتخطى قيمتها إجمالًا 12 مليار.
صفقات بـ 56 مليار في مكة
يقدر إجمالي عدد الصفقات العقارية التي أُبرمت خلال السنة في مكة المكرمة بـ 49655، بينها 36749 عقار بغرض السكن، و6080 لأغراض تجارية.
استحوذت قطع الأراضي المخصصة لأغراض السكن والتجارة على النسبة الأكبر من إجمالي العقارات المُتعامل عليها بواقع 39953 قطعة، في مقابل 9331 شقة، و168 فيلا، و127 أرض زراعية، و26 معرض أو محل، و22 مركز تجاري، و19 بيت قائم بالفعل.
تخطى إجمالي قيمة الصفقات خلال السنة 56 مليار ريال، منها 65% للعقارات السكنية بأكثر من 36.5 مليار، وكان نصيب تلك التجارية ما نسبته 28.2% بما يفوق 15 مليار و850 ألف ريال، وذهبت نسبة 6.8% بما يقارب 8 مليارات و833 مليون ريال للتعاملات على الأراضي الزراعية.
تُظهر الإحصاءات أن شهر يونيو شهد النشاط الأكبر في سوق العقار بمكة، إذ اقترب إجمالي الصفقات فيه من مبلغ 7 مليارات، يليه مارس، ففبراير، فيناير، وكان يوليو الأقل خلال السنة، حيث لم تتجاوز الصفقات فيه وحده ما يعادل 4 مليارات أو يزيد.
توازن بين صفقات الأراضي الزراعية والسكنية في المدينة المنورة
في حين كانت مساحة الأراضي المخصصة للسكن المتعامل عليها في مكة المكرمة أضعاف تلك الزراعية، والعكس تمامًا في الرياض، حققت المدينة المنورة توازنا في هذا المؤشر.
بلغ مجموع المساحة بالمتر المربع للعقارات السكنية في المدينة 6 ملايين و743 ألف، بنسبة 43.5%، في مقابل 7 ملايين و470 ألف للزراعية، بنسبة 48.2%.
إجمالًا، أُبرمت 9777 صفقة في منطقة المدينة المنورة خلال العام، بواقع 7866 للسكني، و1292 للتجاري، وكان لقطع الأراضي نصيب الأسد من الصفقات بواقع 8651 صفقة، فيما تم التعامل على 696 شقة، و253 بيت، و135 قطعة أرض زراعية، و24 فيلا، و10 معارض، و7 مرافق، ومركز تجاري واحد.
أُنفق حوالي 7 مليارات ريال على صفقات العقارات في المدينة المنورة خلال العام، بينها 4 مليارات و404 مليون للسكني، بنسبة 66.5%، ومليار و650 مليون بنسبة 24.9% للتجاري، و566 مليون للزراعي بنسبة 8.6%.
ومثل بقية الرياض ومكة، شهد النصف الأول من العام أكبر النشاط في سوق العقار بالمدينة المنورة، بلغ أقصاه في شهر يونيو، مع تراجع حتى بداية الشهر الأخير من السنة.
خروج عن القاعدة في القصيم
لاحظنا في الإحصاءات السابقة أن سوق العقار كان أكثر نشاطًا في النصف الأول من السنة مقارنة بالنصف الثاني، ويبلغ أقى مدى له في شهر يونيو، ولكن منطقة القصيم خالفت ذلك النمط.
تشير التقديرات أن قيمة إجمالي الصفقات كانت أقل من مليار ريال في شهر يناير، وتخطت حاجز 1.5 مليار في فبراير، ولم تتجاوز أي منهما حتى نهاية العام.
كيف تحركت أسعار العقار خلال العام؟
شهدت أسعار العقارات تغيرات خلال العام، فتُظهر بيانات سوق العقار في مكة المكرمة أن متوسط سعر العقار التجاري كانت قيمته أقل ما يكون خلال شهر يوليو، وهو الشهر التالي لذروة النشاط.
أعلى متوسط لسعر العقار التجاري في مكة المكرمة كان في شهر ديسمبر، ثم نوفمبر وأبريل على التوالي، وكانت عند مستوى منخفض خلال الربع الأول من السنة.
وعلى العكس أسعار العقارات الزراعية، والتي كانت في أعلى مستوى لها في الربع الأول من السنة، ثم أخذت تتأرجح بين الارتفاع والانخفاض الطفيف بقة شهور السنة.
العقارات السكنية كانت أكثر استقرارًا، فكان متوسط أسعارها يرتفع وينخفض بمقدار ضئيل مع مرور الوقت.
بشكل عام، كان متوسط سعر قطعة الأرض المخصصة للغرض التجاري 2 مليون و613 ألف ريال، والسكني مليون و12 ألف ريال، والزراعي 238 ألف ريال، والصناعي 670 ألف ريال.
بالاطلاع على الإحصاءات الخاصة ببقية المناطق نجد أن هناك نمط ثابت، فالأسعار تكون في أعلى مستوى لها في نهاية العام، وترتبط زيادة الطلب بانخفاض الأسعار.
في تبوك على سبيل المثال، تخطى متوسط قيمة العقار التجاري حاجز المليون ريال في شهر ديسمبر فقط، وفي بقية أشهر السنة أخذ يتأرجح بين 400 و600 ألف، وبالكاد تخطى هذا المبلغ في يوليو.
مقارنة متوسط سعر العقار بين المناطق
يختلف سعر العقار حسب المنطقة ونوع العقار، وهناك تباين واضح في متوسط قيمة أنواع من العقارات بين منطقة وأخرى.
العمارات كمثال، يبلغ متوسط سعر الواحدة في مكة المكرمة (أكثر من 3 مليون ريال) ما يزيد عن 6 أضعاف المتوسط في الرياض (نصف مليون ريال)، وفي عسير يبلغ حوالي مليون و800 ألف.
تظل مكة المكرمة في صدارة قائمة أغلى العقارات فيما يخص أسعار قطع الأراضي والشقق مقارنة بالمناطق الثلاث، وهي: منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، ومنطقة عسير.
تتخطى مكة المكرمة وحدها حاجز المليون ريال كمتوسط سعر بيع قطعة الأرض، تليها الرياض بحوالي 950 ألف ريال، ثم المنطقة الشرقية بمتوسط 788.5 ألف ريال، وعسير أخيرًا بـ 405 ألف ريال، وهو نفس الترتيب بالنسبة لمتوسط أسعار الشقق.
يختلف الأمر في حالة “الفيلا”، حيث عقارات منطقة الرياض الأغلى بمتوسط مليون و111 ألف ريال، تليها عسير بمتوسط 925 ألف، ثم مكة المكرمة 902 ألف، وأخيرًا المنطقة الشرقية 827 ألف.
مقارنة بين سوق العقار بالمملكة في 2022 و2021
تشير كافة البيانات أن سوق العقار في المملكة كان أقل نشاطًا في 2022 عنه في العام السابق له بالنظر إلى عدد الصفقات المُنفذة، ويخبرنا مؤشر الأسعار أن 2022 شهدت إنفاقًا أعلى.
وفقًا لإحصاءات تشمل منطقة عسير والمنطقة الشرقية ومنطقة مكة المكرمة، تجاوز عدد الصفقات السكنية المُنفذة في 2021 حاجز الـ 160 ألف صفقة، مقابل أقل من 130 في 2022.
وبنسبة مقاربة جاء الفارق بين إجمالي صفقات العقارات التجارية المنفذة في العامين، بحوالي 24 ألف لصالح 2021، و21 ألف لصالح 2022.
ارتفع إجمالي سعر صفقات العقارات المخصصة للغرض التجاري المنفذة في 2022 عن عام 2021، بأكثر من 70 مليار وأقل من 60 مليار على التوالي، وبدون فارق يُذكر في إجمالي سعر صفقات السكني.
معرض ريستاتكس الرياض
يُنظم المعرض في الفترة من 7 إلى 10 مارس 2023؛ لإبراز دور القطاع العقاري المؤثر في جهود تنوع مصادر الاستثمار كأحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030، وتسليط الضوء ونقل تطورات ومستجدات القطاع العقاري السعودي في المشاريع السكنية والتجارية ومتعددة الإستخدامات وتوجهاته والاستثمارات والشركات الجديدة التي أضافها على خارطته سواء في التطوير العقاري أو مشروعات الإسكان وما أبتكره السوق من تصاميم ومساحات ومميزات وبرامج التمويل للمساكن واستشراف حجم الطلب والقدرة الشرائية لراغبي التملك باعتبارة الحدث العقاري السنوي الأكبر الذي يجمع كل المهتمين بالقطاع العقاري من مطورين ومسوقين وممولين ومستثمرين ومشترين تحت سقف واحد.
ويستهدف المعرض حضور كافة شرائح المجتمع نظرًا لارتباط العقار بكافة شرائحة من أسر ومواطنين ومستثمرين ورجال أعمال ومشترين.
ما حقيقة توقف الدعم السكني لبرنامج القرض العقاري في السعودية؟
انهيار أم تصحيح مسار؟ هذا ما يحدث في سوق العقارات بالسعودية
البنية التحتية والعقارية في رؤية 2030.. السعودية ستصبح أكبر موقع بناء في العالم