منوعات عالم

فوائد مناخية للعمل لمدة 4 أيام فقط في الأسبوع

أثبتت تجربة أجريت في المملكة المتحدة من يونيو إلى ديسمبر 2022 أن سياسة العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع لديها تأثير إيجابي على البيئة، بما لا يؤثر على الإنتاجية، وبالتالي أجور العاملين.

نسّقت المنظمة غير الربحية “Day Week Global 4” التجربة في المملكة المتحدة، بمشاركة أكثر من 60 شركة ومؤسسة، وجاءت نتائجها داعمةً لدراسات سابقة كشفت أن “أسبوع عمل أقصر يمكن أن يساعد الكوكب.

خفض انبعاثات الكربون

الخبيرة الاقتصادية وعالمة الاجتماع في كلية بوسطن والباحثة الرئيسية في 4 Day Week Global، جولييت شور، تقول إن أسبوع العمل الأقصر هو المفتاح لتحقيق خفض انبعاثات الكربون التي يحتاجها العالم.

وتوضح جولييت: “على الرغم من أن الفوائد المناخية هي أكثر الأشياء صعوبة في القياس، إلا أن لدينا الكثير من الأبحاث التي تظهر أنه بمرور الوقت، مع تقليل الدول لساعات العمل، تنخفض انبعاثات الكربون الخاصة بها”.

كشفت دراسة شاركت جولييت في تأليفها عام 2012 نشرت في “schor” أن انخفاض ساعات العمل بنسبة 10% يُسبب انخفاض البصمة الكربونية بنسبة 8.6%.

تقليل وقت التنقل وزيادة المدخرات

تُظهر البيانات من تجربة المملكة المتحدة انخفاضًا بنسبة 10% في الوقت الذي يستغرقه الموظف في التنقل خلال الفترة التجريبية، من 3.5 ساعة إلى 3.15 ساعة في الأسبوع.

أشارت شور أن تقليل وقت التنقل يوفّر من 15% إلى 20% من الأموال التي ينفقها الموظفون للذهاب للعمل.

وجدت التجربة أن العديد من الأشخاص أمضوا الوقت الموفر من عدم التنقل أو العمل في أنشطة منخفضة الكربون، مثل المشي لمسافات طويلة أو هوايات البقاء في المنزل، كما ازدادت السلوكيات المؤيدة للبيئة، مثل إعادة التدوير وشراء المنتجات الصديقة للبيئة.

تحسين كفاءة استخدام الطاقة

قد يؤدي المزيد من أيام الإجازة إلى موظفين أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، كما تقول لورا وايت، مديرة المشاريع والأبحاث في “Waterwise”، مضيفة: “يتنبه الناس عندما يكونون في المنزل، لأنهم يدفعون الفاتورة في النهاية”.

تقليل استهلاك الوقود

تُظهر البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الأشخاص في الولايات المتحدة يحرقون وقودًا أحفوريًا أقل بنسبة 10% تقريبًا في عطلات نهاية الأسبوع مقارنة بأيام الأسبوع.

وبناءً على ذلك، يُعتقد أن تحول يوم الجمعة من يوم من أيام الأسبوع إلى يوم عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يمثل تحسنًا كبيرًا في انبعاثات الوقود الأحفوري.

في بعض التجارب، انخفض عدد الرحلات الترفيهية المحلية التي قام بها العمال الذين يستخدمون الطيران البريطاني بنسبة 5.5% عند العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع.

التأثير العكسي

يخشى بعض الخبراء أن تخفيض ساعات العمل قد يشكل مخاطر أخرى على البيئة.

يقول أستاذ الاقتصاد الحضري والعقارات بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، أنوبام ناندا، إن التنبؤ بكيفية استخدام جميع الأشخاص لهذا اليوم الإضافي أمر صعب “يمكن للناس القفز على متن رحلة دولية شديدة التلوث للاحتفال يوم الجمعة بإجازتهم المدفوعة بالكامل. قد تؤدي عطلة نهاية الأسبوع لمدة ثلاثة أيام إلى زيادة استهلاك السلع والخدمات كثيفة الكربون”.

يؤكد فيليب فراي، الباحث في معهد تقييم التكنولوجيا وتحليل الأنظمة في كارلسروه بألمانيا، ومؤلف كتاب “حدود العمل البيئية”، تفهّمه القلق بشأن الانبعاثات الإضافية المحتملة لقضاء أوقات الفراغ.

وأشار فراي أن إحدى الدراسات أظهرت أن الأشخاص في أمريكا الشمالية وأوروبا لديهم بصمة كربونية أقل في أيام عطلة نهاية الأسبوع، في حين لم تنخفض انبعاثات نهاية الأسبوع في شرق آسيا.

بشكل عام، وُجد أن انبعاثات يوم الأحد في أمريكا الشمالية وأوروبا كانت أقل بنسبة 40% من المتوسط​​، بينما كانت انبعاثات أيام الأسبوع أعلى بنسبة 20% تقريبًا من المتوسط.

 

كيف تتغلب على ركود ما بعد العطلة في العمل؟

الدول الأكثر إنتاجية في العالم.. كم يبلغ متوسط ساعات العمل فيها؟

10 طُرق للحفاظ على الموظفين المميزين في مكان العمل