أحداث جارية عالم

لماذا انتظرت سوريا طويلًا للحصول على مساعدات الأمم المتحدة بعد الزلزال؟

سوريا

على عكس تركيا التي استقبلت مساعدات عاجلة من الأمم المتحدة بشكل سريع في أعقاب الزلزال الذي ضربها في فبراير الماضي، اضطرت سوريا التي عانت نفس الكارثة، الانتظار لفترة أطول حتى حصلت على المساعدات.

وفق ما نقلته بي بي سي عن خبراء قانونيين، فإن التأخير في إرسال المساعدات لإغاثة منكوبي الزلزال والضحايا لم يحمل تفسيرًا منطقيًا، خصوصًا وأن الأمم المتحدة نفسها شددت على ضرورة إنقاذ الضحايا خلال 72 ساعة من وقوع الزلزال.

وفي حين أن الأمم المتحدة انتظرت ما يقرب من أسبوع، قبل أن تحصل على موافقة الرئيس السوري لفتح المعابر والسماح بوصول المساعدات إلى منطقة الشمال الغربي وهي معقل المعارضة السورية، يقول الخبراء إن الجهة الدولية لم تكن مضطرة لانتظار الإذن بالدخول من الحكومة السورية أو مجلس الأمن.

استجابة بطيئة

وترى محامية حقوق الإنسان الدولية، سارة كيالي، أن الأم المتحدة وقفت عاجزة تمامًا أمام الخسائر التي حدثت في سوريا جراء الزلزال، في الوقت الذي كانت سرعة الاستجابة مطلوبة.

وتسبب الزلزال في مقتل أكثر من 4500 شخص في شمال غرب سوريا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 8700، وفق تقديرات الأمم المتحدة، فيما قُتل حوالي 45,968 شخصًا في تركيا، بحسب مسؤولين.

من ناحيته، انتقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان سابقا، أندرو غيلمور، القانون الذي يمنع وصول مسحوق الحليب المجفف لطفل رضيع عبر الحدود، واصفًا إياه بأنه مجحفًا.

وبحسب ما نقلته بي بي سي عن عشرات الخبراء في القانون، فإن الأمم المتحدة كان بإمكانها الوصول بشكل أسرع إلى ضحايا الزلزال في سوريا، لو أنها اعتمدت تفاسير مختلفة للقانون الدولي.

على النقيض، أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن إرسال المساعدات يتطلب موافقة الحكومة، وفي ظل الأوضاع في سوريا يحتاج الأمر إلى موافقة مجلس الأمن، مشددًا في الوقت نفسه على أن القانون الدولي لا يعرقل عمل المنظمة.

مساعدات محلية

ولا يقتصر دور الأمم المتحدة فقط على تقديم المساعدات للمناطق المنكوبة، بل يشمل كذلك تنسيق الجهود الإغاثية الدولية المقدمة للمنطقة.

كما تختص المنظمة بترتيب عمليات البحث والإنقاذ من خلال برنامج الأمم المتحدة لتقييم الكوارث، الذي يستطيع الوصول إلى أي مكان في العالم خلال 12 إلى 48 ساعة من حدوث الكارثة وهو ما تم في تركيا.

ولم تستطع الأمم المتحدة إثبات تقدمها بطلب رسمي إلى فرق الطوارئ الطبية للتوجه إلى شمال غرب سوريا، وبحسب خبراء دوليين فإن هذا الطلب هو أمر محوري من أجل تحريك فرق الإنقاذ هناك.

وفي ظل غياب المساعدات الدولية المتخصصة من قبل الأمم المتحدة، برز الدور الذي لعبه السكان المحليون في عمليات إنقاذ الضحايا.

يقول عُمر الذي بحث عن ابنه البالغ من العُمر 14 عامًا لمدة 3 أيام تحت الأنقاض بعد الزلزال، إن أهم المساعدات التي تلقاها كانت من السكان، مُضيفًا “لو كانت مساعدات الأمم المتحدة قد وصلت أبكر لكانت الأمور اختلفت”.

وبعد أسبوع تقريبًا من كارثة الزلزال، زار مارتن غريفيث، رئيس الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة  بزيارة معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا، وكتب وقتها على تويتر: “خذلت شعب شمال غرب سوريا، إنهم يشعرون بأنه تم التخلي عنهم، بعد انتظارهم مساعدات دولية لم تأت بعد”.

رويترز: ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا وسوريا إلى 51 ألفًا وجنرال موتورز تلغي مئات الوظائف

صور مؤلمة.. الحياة في تركيا وملاجئ سوريا المؤقتة بعد الزلزال

المباني المُتهالكة في سوريا.. كيف جعلتها الحرب فريسة سهلة للزلزال؟