قبل حوالي 124 عامًا، توفى أحد أهم رجال الإعلام في العالم، بول يوليوس رويتر، في عام 1899، وهو مؤسس وكالة رويترز الإخبارية، إحدى أكبر وأشهر المؤسسات الإعلامية في العالم.
بداية المسيرة
في 21 يوليو من عام 1816، وُلد البارون فون رويتر في كاسل في ألمانيا، لأصول يهودية، وكان اسمه وقت مولده “إسرائيل بير يو شافاط”، وبحلول عام 1844 تحول إلى المسيحية واختار اسم رويتر، وفق معلومات دائرة المعارف البريطانية، ونقلته بي بي سي.
عمل رويتر في بنك غونتغن في ألمانيا والمملوك لعمه، وفي هذا التوقيت كان عالم الرياضيات فريدريش غاوس يُجري اختبارات على التلغراف الكهربائي والذي بدأ في أن يُستخدم بكثرة في تداول الأخبار، وكان عمل رويتر في البنك سببًا في تعرفهما إلى بعض.
بدأت مسيرة رويتر مع الأخبار عندما بات أحد الشركاء في دار نشر “رويتر وستارغاردت”، وذلك في فترة الأربعينيات من القرن التاسع عشر.
لعبن دار النشر دورًا كبيرًا في نشر الإصدارات السياسية خلال الثورات التي اندلعت منذ عام 1848 في أوروبا، وخلال نفس العام، رحل رويتر إلى باريس ليعمل كمترجم للأخبار والمقالات التي كان يرسلها إلى ألمانيا.
الحمام الزاجل
أطلق رويتر خدمة إخبارية عن طريق التلغراف في مدينة آخن بمجرد عودته من باريس إلى ألمانيا في عام 1849، وفي عام 1850، وضع حجة الأساس للوكالة من خلال مجموعة من الحمام الزاجل كانت تُستخدم لنقل الأخبار بين مدينتي آخن وبروكسل، والذي وصل عددها إلى 200 حمامة.
ولم يمر عام على خدمة الحمام الزاجل، حتى أطلق في 1851 خدمة رويتر البرقية والتي تزامنت مع انتقاله إلى إنجلترا، وكان مقر الخدمة قريبًا من بورصة لندن.
والعجيب في الأمر أن رويتر اعتمد في هذه الخدمة على مساعدة صبي صغير في عمر الـ 11 عاما، وكانت الخدمة متخصصة في نشر الأخبار المتعلقة بالبنوك والشركات التجارية ومكاتب السمسرة.
تطور الصحف
بمرور الوقت، أصبح للصحف اليومية شعبية كبيرة وبدأ رويتر في التعامل مع هذه الصحف، وبات العديد منها من أهم عملائه، ولكن المرحلة الفاصلة في عمر وكالته هي عندما نقلت نص خطاب نابليون الثالث والذي لوح فيه بشن حرب بيدمونت النمساوية الفرنسية في إيطاليا في عام 1858.
بتطور التقنيات بدأت الوكالة في التوسع في نقل خدمتها عبر القارات بالاعتماد على الكابلات الموجودة تحت سطح البحر، وباتت الأسرع بين منافسيها في نقل الأخبار الدولية المهمة، مثل نبأ اغتيال الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن في عام 1865.
رويترز حاليًا
تعتمد رويترز منذ أن تأسست على عدة مبادئ تتنوع ما بين الثقة والاستقلال وعدم التحيز، والتي مكنتها من تحقيق تغطية مميزة ونقل الأخبار من مصادرها بأكثر من 16 لغة تصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم.
وتعرضت الوكالة خلال مسيرتها لعمليات استحواذ مثل تلك التي تمت من قبل منظمة برس أسوشيشن، الممثلة للصحافة الإقليمية في بريطانيا العظمى، في عام 1925، كما تعرضت لضغوط عديدة حلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وعلى الرغم من ذلك تمسكت بمبادئها.
وكانت رويترز من أولى وكالات الأنباء التي استخدمت أجهزة الكمبيوتر لنقل البيانات المالية، خلال فترة الستينيات، وفي عام 1981، أتاحت الوكالة خدمة إجراء المعاملات الإلكترونية.
وبعد ثلاث سنوات، وتحديدًا في 1984، تم إدراج رويترز في بورصة لندن، وبعد 24 عامًا من هذه الخطوة، اندمجت مع شركة طومسون كوربوريشن الكندية، المتخصصة في النشر عبر الإنترنت ليُعرف الكيان باسم “طومسون رويترز”.
وفي الوقت الحالي تُعتبر رويترز من أهم المصادر الرئيسية للمعلومات المالية، كما نقلت العديد من الأخبار العالمية المهمة وتقدم تغطيات إخبارية حلية ودولية، اعتمادًا على فريق مكون من 2500 صحفي في حوالي 200 موقع حول العالم.
“مدن الـ 15 دقيقة”.. خطة تقنين المرور التي تحولت إلى مؤامرة دولية
