تلاحق منشأة أبحاث مشروع “هارب” اتهامات بالتسبب في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الجاري، مسجّلًا 7.8 درجات على مقياس ريختر، والذي أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص، فما حقيقتها؟
علاقة المشروع بالزلزال؟
نسب عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الزلزال المُدمر إلى منشأة أبحاث مشروع “هارب”، وهو مشروع يتضمن أجهزة إرسال قوية ومقره في ألاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبتعقب التغريدات التي تربط بين الكارثة ومشروع “هارب” يتضح أنه تم تداول تلك النظرية أكثر من 550 ألف مرة، وجاءت معظم المنشورات في شكل تساؤلات عمّا إن كان برنامج “هارب” قد استخدم تقنية لتعديل الطقس في إحداث الزلزال، بينما شارك آخرون مقاطع فيديو للطيور، وقالوا إن الحيوانات كانت “تتصرف بغرابة” قبل الزلزال، موجهين اتهامات للمشروع بإحداث نشاط غريب.
وكان بعض الناس ينشرون أيضًا صورًا للغيوم، مدّعين أنها ظهرت في تركيا قبل وقوع الزلزال وأنها من صنع هارب، حيث قالت مديرة برنامج هارب، جيسيكا ماثيوز، لبي بي سي: “إن معدات البحث في موقع برنامج هارب لا يمكنها إحداث أو تضخيم الكوارث الطبيعية”.
ومن جانبه قال أستاذ علوم المناخ والفضاء في جامعة مشيغان، آرون ريدلي: “لا يوجد دليل علمي على الإطلاق على أن هارب يمكن أن يتحكم في الطقس”.
طبيعة أعمال برنامج هارب
تأسس برنامج “هارب” في الأصل لبحث تأثير طبقة الأيونوسفير على أنظمة الاتصالات والملاحة العسكرية والمدنية، حيث يمكن أن تؤدي الاضطرابات التي تحدث بشكل طبيعي في طبقة الأيونوسفير إلى تعطيل الإشارات اللاسلكية التي يتم إرسالها من الأرض، بما في ذلك الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي “GPS” وأنظمة “WIFI” والمركبات الفضائية والاتصالات اللاسلكية.
وأوضح “ريدلي”: “تشهد طبقة الأيونوسفير اضطرابات يمكنها امتصاص موجات الراديو بحيث لا يصبح الاتصال ممكنًا، وتضيع إشارات الراديو في طبقة الأيونوسفير”.
ويصعب التنبؤ بهذه الاضطرابات، لذلك يستخدم العلماء في “هارب” أجهزة إرسال لاسلكية عالية التردد لتسخين أجزاء صغيرة من الأيونوسفير وخلق ظروف مماثلة لتلك التي تحدث في الطبيعة حتى يمكن دراستها.
وتؤكد “جيسيكا ماثيوز” إن هذه العملية لا تسبب اضطرابات جوية حيث “لا يتم امتصاص موجات الراديو في نطاقات التردد التي يرسلها برنامج هارب في مستويين من الغلاف الجوي اللذين ينتجان طقس الأرض”.
تاريخ اتهامات هارب بإحداث الكوارث
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء اللوم على هارب في إحداث كوارث طبيعية، يقول صحفي مكافحة المعلومات المضللة في بي بي سي، شايان سرداري زاده: “برنامج هارب موضوع نظريات مؤامرة منذ سنوات، ويُشار إليه بانتظام باعتباره السبب الرئيسي وراء العديد من الكوارث الطبيعية، على الرغم من حقيقة أن مثل هذه الادعاءات قد تم تفنيدها من قبل العلماء والخبراء”.
يشير زاده إلى أنه في عام 2022، عندما ضربت الفيضانات مدينة كارلوفو البلغارية، زعمت وسائل التواصل الاجتماعي زورًا أن الأمطار الغزيرة سببها “هارب”.
كما تم إلقاء اللوم على “هارب” في الفيضانات القاتلة في الصين وحرائق الغابات الهائلة في تركيا في عام 2021، وهو نفس ما حدث بعد أن ضرب إعصار إيان منطقة البحر الكاريبي وجنوب شرق الولايات المتحدة في عام 2022.
بالصور.. حقيقة تساقط الثلوج في صحراء ليبيا