شهد الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في دافوس السويسرية، طرح قضية دمج الشباب في سوق العمل، وتوفير فرص العمل لهم بعد أن أثبتت تقارير منظمة العمل الدولية ارتفاع عدد الشباب الذين خسروا وظائفهم جراء عمليات التقليص والتقنين التي اتبعتها الشركات حول العالم بسبب جائحة كورونا.
وحضر الاجتماع السنوي للمنتدى أكثر من 2700 من القادة والمدراء التنفيذيين لمختلف الشركات الدولية الكبرى، حيث التقى قادة الشركات بمجموعة ” Global Shapers Community” وهم مجموعة من الشباب الملهمين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا يعملون معًا لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية والعالمية، وهي نتاج للنسخ الماضية من المنتدى.
وبعد عدد من الجلسات النقاشية والبحث في كيفية إعادة دمج الشباب في سوق العمل، وإيجاد بيئة العمل المناسبة لهم ، والتي تساعدهم على مزيد من الإبداع والإنتاج لأنهم يشكلون مستقبل الأعمال في المجالات كافة، تم التوصل إلى 5 توصيات نستعرضها فيما يلي.
1 – الأولوية لتعيين الشباب بأجور أفضل
دعت جلوبال شيبرز المديرين التنفيذيين في دافوس إلى إيجاد فرص اقتصادية مجدية للشباب، حيث عانى الموظفون الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا من نسبة بطالة أعلى بكثير خلال هذه الفترة من الفئات العمرية الأكبر سنًا، فمنهم من تم استبعاده من عمله ومنهم من لم يستطع دخول مجال العمل من الأساس، مشددين على ضرورة منحهم فرصاً للتعلم وتطوير المهارات الأساسية التي يحتاجها سوق العمل في المستقبل.
وطالب الشباب بفرص عمل بأجور أفضل ومزيد من الشفافية والمعاملة العادلة والتوازن بين العمل والحياة، مؤكدين أن الاستعانة بالشباب هو سبيل نجاح أي شركة، فالشركات التي تجذب أفضل المواهب الشابة هي التي تحقق تطلعاتها وأهدافها في العمل.
2- توفير فرص عمل تلبي رغباتهم
توصلت المناقشات إلى أن قطاعاً كبيراً من الشباب يعانون من الإجهاد والإرهاق، ويرفضون العمل لا يشعرهم بأهمية العمل الذي يقدمونه، واهتمام الشباب أيضًا بالجانب النفسي والترفيهي خلال العمل، والتدريب في أثناء العمل، بجانب تلقي الاهتمام الكافي من مدرائهم، والحصول على إجازات مدفوعة الأجر، والبعد عن النمط التقليدي للوظائف.
وفي هذا الصدد قال “بنى أشيش كومار جوبتا” الرئيس التنفيذي للنمو في أوروبا وأفريقيا، بمؤسسة “HCL Tech” إنه يجب إعادة تصميم مكان العمل المستقبلي للعمل في مساحة شديدة الترابط والتعاونية، مشيرًا إلى أن هذا ليس فقط ما يحتاجه الموظفون الشباب ، ولكن ما هو جيد للأعمال أيضًا.
3 – جهات عمل تتمتع بالشفافية
أكد آرثر سعدون ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بابليسيس، أن الموظفين يريدون إضفاء الطابع الديمقراطي على المعلومات وممارسات التوظيف المفتوحة والمعاملة العادلة.
بينما ترى مجموعة “Global Shapers” أن الشباب يرغبون في العمل لدى شركات واعية عالميًا، ولا تعزز الانقسام أو تضر بالكوكب، إنهم يريدون الإيمان برسالة عملهم، وأن تتعامل المؤسسات التي ينتمون لها بمقدار كاف من العدل والشفافية سواء في سير العمل أو في عمليات التوظيف والترقي.
4 – منح فرص للتعلم وصقل المهارات
أوضحت “Global Shapers” أن الشباب يبحثون عن أصحاب عمل يوفرون فرصاً للتعلم وتطوير وتدريب الموظفين، حيث يرغب الشباب في حل أصعب مشاكل العالم ويريدون استخدام وقت عملهم لتطوير الحلول والتعلم من كبار المفكرين وتحليل الخيارات، ولم يعد الشباب يكتفون بأداء وظيفة تقليدية يتلقى مقابلها راتب، بل إنهم يريدون الشعور بقوة تأثير عملهم، وظهور نتائجه بشكل واضح وملموس للجميع.
واتفق “Laurent Freixe”، نائب الرئيس التنفيذي، لمنطقة أمريكا اللاتينية في شركة “Nestlé” مع هذا الرأي حيث أكد أن المؤسسات تحتاج إلى الاستثمار في الموظفين الشباب من خلال الفرص التعليمية وتحسين المهارات لخلق عالم عمل أكثر مرونة، ولا بد أن يكون التركيز الأساسي على الأفراد ومهاراتهم لمواجهة التحديات المستقبلية.
5 – التعاون المثمر بين الأجيال
أثنى نيكولا مندلسون ، نائب رئيس “Global Business Group” في شركة “Meta” على توفير المنتدى الاقتصادي العالمي فرصة لجمع الشباب بصناع القرار على طاولة واحدة، لرفع مستوى الوعي بالقضايا العالمية والمحلية الحرجة، والدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة، موضحًا أن الحوار هو خطوة أولى لا ينبغي التوقف عندها، فلا بد من إشراك الشباب في صنع القرار مستقبلًا.
وترى “Global Shapers” أن الشركات مطالبة بالتواصل مع الموظفين الشباب والاستماع إلى رغباتهم واحتياجاتهم، والمؤسسات التي تنفذ ذلك مع تقديم حلول ملموسة لسد تلك الرغبات، سيحصلون على ولاء الشباب والطاقة الهائلة النابعة من شغفهم اللامحدود.