على عكس مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، دائمًا ما يواجه إنستغرام اتهامات بخلق تأثير سلبي بين مستخدميه، بسبب نمط الحياة التي يعكسها عن المؤثرين والمشاهير من خلاله.
يقول خبراء الصحة العقلية إن المشكلة تكمن في ترسيخ مبدأ الحياة المثالية من خلال الموقع، الذي يشجع مستخدميه على تقديم صورة مبهجة وجذابة قد يجدها الآخرون في بعض الأحيان مُضللة أو ضارة، لأنه يجعل الشخص يقلق من أن الجميع مثالي باستثنائه هو.
ومن المفترض أن يكون إنستغرام من أكثر الشبكات الاجتماعية ودية، فطبيعته تعتمد على مشاركة الصور اليومية ويمكن للشخص أن يبدي إعجابه بهذه الصور بمجرد نقرة مزدوجة عليها، في سلوك إيجابي تفتقده مواقع أخرى مثل تويتر كمثال.
تعليقات مُسيئة
ورغم ذلك، فإن عدم واقعية وسائل التواصل الاجتماعي تكون أحيانًا مبررًا لهجوم آلاف المتابعين على شخص لمجرد نشره صورة تعكس نمط حياة مثالي، تقول مدوّنة الأزياء سكارليت ديكسون.
وأشارت ديكسون صاحبة الـ 24 عامًا، إلى أن استنتاجها جاء بعد أن التعليقات السيئة التي حصدتها صورة لها وهي تتناول الإفطار وكتبت في صندوق الوصف الخاص بها “أفضل الأيام تبدأ بابتسامة وأفكار إيجابية”، وكانت الصورة تبدو خالية من العيوب على سرير تحيط به بالونات هيليوم على شكل قلب.
وتابعت “صوري لا تعكس الحياة العادية، من يقضي كل وقته في أماكن جميلة وهو يستمتع بالآيس كريم؟، إنه أمر مُعد مسبقًا من أجل التقاط الصورة”.
وقالت ديكسون: “لا أعتقد أن المحتوى الخاص بي ضار بالفتيات لكني أوافق على أن إنستغرام يمكن أن يقدم توقعات مبالغ فيها للناس يصعب تحقيقها في الواقع”.
عكس الواقع
وفي مقابل رأي ديكسون، هناك دعم متزايد لفكرة أن إنستغرام ليس مفيدًا للصحة العقلية لمستخدميه.
ففي عام 2017، أجرت الجمعية الملكية للصحة العام (RSPH)، وهي مؤسسة خيرية مستقلة تسعى إلى تحسين رفاهية الناس، دراسة استقصائية على مستوى المملكة المتحدة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عامًا.
وسألت الجمعية مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي الخمس الكبرى: تويتر وفيسبوك ويوتيوب وسناب شات وإنستغرام، عن تأثير استخدامهم للمنصات على كل شيء، بدءًا من جودة نومهم وحتى الخوف من فقدان ما يستمتع به الآخرون.
جاء إنستغرام في المرتبة الأخيرة، من ناحية التأثير على النوم والصورة الذهنية لشكل الجسم، بينما سجل يوتيوب نقاطًا إيجابية على كل مقياس تقريبًا باستثناء تأثيره على النوم، والذي كان الأسوأ من بين جميع المنصات.
يقول نيام ماكديد، من الجمعية الملكية، “في ظاهر الأمر يبدو إنستغرام ودودًا للغاية، ولكن التمرير اللامتناهي من الصور المثالية التي يعتقد البعض أنها تعكس الواقع، تؤثر بشكل سلبي على الشباب والشابات”.
تصرفات غير أخلاقية
يقول أحد المستخدمين ويُدعى ستيفن، إنه استخدم إنستغرام كنوع من العقاب بعد الانفصال عن حبيبته، من خلال تعمد تتبع أخبارها وصورها وهو ما زاد من إحباطه، ودفعه ذلك لاعتزال استخدام التطبيق لمدة عام.
من ناحية أخرى، تقول فيكتوريا هوي، التي تدير مدونة Lust Listt الخاصة بأسلوب الحياة، إن هناك مشكلة أخرى تؤثر على مستخدمي التطبيق المحترفين الذين يكسبون رزقهم من الإعلان التي يقومون بها عن طريق حساباتهم، إذ يخلق الموقع منافسة بينهم تجعلهم يلجئون إلى قرارات تجارية غير أخلاقية من أجل الحفاظ على أنفسهم في صدارة المتابعات.
ولفتت إلى أن بعض هؤلاء المؤثرين يشرعون في شراء المتابعين والإعجابات والتعليقات في محاولة لخداع التطبيق، وهو ما تصدى له إنستغرام في محاولة لتقنين الأمر.
وتابعت: أنها توقفت عن استخدام التطبيق عندما لاحظت الإحساس السيئ الذي يسيطر عليها عند التصفح أكثر من الشعور الجيد، رغم أن حسابها مغلق وبه بعض المئات فقط من المتابعين.
وقالت: في حين أن المؤثرين غالبًا ما يحصلون على نصيب الأسد من اللوم على نشر صورة غير واقعية عن الحياة عبر إنستغرام، إلا أن الأغلبية من المستخدمين يساهمون في ذلك أيضًا.
ChatGPT يستحدث ميزة لمساعدة المعلمين في كشف غش الطلاب في الواجبات