اقتصاد

أضرار محتملة تهدد مستقبل الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة

ظاهرة الاحتباس الحراري

تبقى قضية الحفاظ على البيئة ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري محط اهتمام العلماء والقادة السياسيين حول العالم في السنوات الماضية، ونظرًا لبدء ظهور أضرارها وما يشهده العالم من تغيرات مناخية، واتجاه العالم إلى توفير بدائل نظيفة للطاقة يظهر الهيدروجين الأخضر كواحد من أبرز البدائل التي يتم الترويج لها في هذا الشأن، لكن ظهرت مؤخرًا عدة تحذيرات من أضرار المحتملة يمكن أن يسببها هذا الوقود المستقبلي.

وكشفت 4 دراسات أجريت في العام الماضي أن الهيدروجين يفقد ميزته البيئية عندما يتسرب إلى الغلاف الجوي، مما قد يساهم في الاحتباس الحراري، وإنه في حالة حدوث تسرب بنسبة 10 % أثناء إنتاجه أو نقله أو تخزينه أو استخدامه، فأضرار الهيدروجين الأخضر لن تختلف عن مثيلتها في الوقود الأحفوري.

قياس نسبة التسرب ليس دقيقًا حتى الآن

قال العلماء خلال دراساتهم إن العالم ما زال يفتقر للتقنيات اللازمة لمراقبة تسرب الهيدروجين، ولا بد من إجراء المزيد من الأبحاث لحساب تأثيره الحقيقي على ظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتالي ينبغي الانتظار وعدم التسرع في الاستثمار والتحول للهيدروجين كمصدر رئيسي للطاقة.

وأوضحت “آن صوفي كوربو” الباحثة في مركز جامعة كولومبيا لسياسة الطاقة العالمية، أن البيانات حول هذا الشأن قليلة ولا يمكن الاعتماد عليها إلى حين وجود آلية أكثر دقة لقياس نسب التسرب، لافتة إلى أنه بحسب المعلومات المتوفرة حالياً فإن معدلات التسرب يمكن أن تصل إلى 5.6 % بحلول عام 2050 عندما يتم استخدام الهيدروجين على نطاق أوسع، وهي نسبة كبيرة تقربنا من الخطر بعد أقل من ثلاثة عقود.

وتقول الباحثة “ماريا ساند” التي تشارك دراسة مدتها ثلاث سنوات ونصف ، من المقرر أن تنتهي في يونيو 2024، إن العالم يحتاج إلى معرفة المزيد قبل إجراء التحول الكبير، فالفجوة بين البيانات المتوفرة حاليًا وبين اللازم معرفته ما زالت كبيرة.

وفي هذا السياق قال “فيليبي أربيلايز” نائب الرئيس الأول لاحتجاز الهيدروجين والكربون في شركة بريتيش بتروليوم “BP” إن هناك جهوداً كبيرة تبذل لتقييم مدى انخفاض مستوى التسرب وسيكون هذا هو الشيء الحاسم.

التكاليف الباهظة قد تكون عائقًا

وعد عامل الجذب الرئيسي لاستخدام الهيدروجين كوقود هو أن المنتج الثانوي الرئيسي له هو بخار الماء، بالإضافة إلى كميات صغيرة من أكاسيد النيتروجين، مما يجعله أقل تلويثًا بكثير من الوقود الأحفوري، ولكن بشرط عدم تسربه، وأخذ التدابير اللازمة لمنع تسرب الهيدروجين سيتطلب المزيد من التكاليف في عملية الإنتاج والنقل.

ويقول ديفيد سيبون أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة كامبريدج إننا نحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة المتجددة لإنتاج ما نحتاجه من الهيدروجين الأخضر، ولكي يحل بديلًا للهيدروجين الرمادي المستخدم حاليًا في مصافي البترول ومصانع الكيماويات والأسمدة سنحتاج إلى ضعف الكهرباء التي تنتجها كل توربينات الرياح والألواح الشمسية في جميع أنحاء العالم، مع العلم أننا سنحتاج أضعافاً أخرى لجعل بديل في المجالات الأخرى مثل صناعة الصلب أو النقل أو التدفئة.

التوسيع فيه رغم التحذيرات

ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن ما يقرب من 300 مشروع هيدروجين أخضر قيد الإنشاء حول العالم، لكن الغالبية العظمى منها عبارة عن مصانع تجريبية صغيرة، ويعد أكبرها مصنعًا صينياً ويستخدم الهيدروجين الأخضر المنتج من الطاقة الشمسية لتصنيع البتروكيماويات مثل البولي إيثيلين والبولي بروبيلين.

ويدرس الاتحاد الأوروبي التوجه لاستخدام الهيدروجين الأخضر في النقل، في حين أن كوريا الجنوبية واليابان والصين لديهم بالفعل مركبات تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.

فاتورة خسائر الكوارث الطبيعية في 2022

الزراعة العمودية.. تحديات وآمال بشأن مستقبل الغذاء

وزيرة مصرية سابقة تكشف أسباب تورط نجلها في جريمة قتل