أحداث جارية عالم

معركة “سوليدار”.. لماذا يحتدم القتال للسيطرة على بلدة صغيرة؟

أعلنت مجموعة فاغنر الروسية سيطرتها على بلدة سوليدار في شرق أوكرانيا – لكن “كييف” تقول إن جنودها ما زالوا صامدين.

ونشرت وسائل الإعلام الروسية بيانًا لرئيس فاغنر، “يفغيني بريغوزين”، قال فيه إن الأوكرانيين محاصرون الآن في وسط المدينة، بينما قال نائبة وزير الدفاع الأوكراني، “حنا ماليار” في وقت سابق إن “القتال العنيف مستمر” في “سوليدار”.

ومن جانبه قال “بريغوزين” في بيانه: “سيطرت وحدات “فاغنر” على كامل أراضي سوليدار”، وشدد البيان على أن مقاتلي فاجنر فقط – وهم ليسوا من القوات المسلحة الروسية – يشاركون “في اقتحام” سوليدار.

وفي غضون ذلك، قالت “ماليار”: “العدو لا ينتبه للخسائر الكبيرة لأفراده ويواصل اقتحامه بنشاط”، مضيفة: “الاقتراب من مواقعنا مليء بجثث مقاتلي العدو، مقاتلونا يقاومون بشجاعة.”

ما أهمية سوليدار لروسيا؟

يمكن أن يساعد سقوط سوليدار – وهي بلدة صغيرة لتعدين الملح في منطقة دونيتسك – القوات الروسية على محاصرة مدينة باخموت الاستراتيجية القريبة، والاستيلاء عليها سيكون مهمًا.

الاستيلاء على “سوليدار” سيسمح للقوات الروسية بالاقتراب من مدينة باخموت الإقليمية، كما يمكن لروسيا استغلال شبكة أنفاق مناجم الملح ، الخاملة منذ أبريل، لاختراق الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية، أو لتخزين المعدات بعيدًا عن الضربات الأوكرانية.

تحصين الإمدادات الروسية والمعدات أمر في غاية الأهمية لموسكو، فالشيء الوحيد الذي ساعد “كييف” في تحرير الأراضي هو قدرتها على استهداف خطوط الإمداد الروسية.

وغالبًا ما تركت الضربات الصاروخية بعيدة المدى الآلاف من القوات الروسية غير قادرة على إعادة تنظيم الصفوف، والتزود بالذخيرة والوقود والحصص الغذائية، وبالتالي تمنعهم من تحريك المعدات العسكرية بحرية.

والاستيلاء على سوليدار التي كان عدد سكانها 100 ألف قبل الحرب، من شأنه أن يقطع فعليًا “باخموت” عن خط إمداد رئيسي من Sloviansk القريبة.

موقف “باخموت” 

من جانبها قالت المملكة المتحدة إنها تعتقد أن “سوليدار” على وشك السقوط في يد روسيا، مستبعدة إمكانية سيطرة روسيا على باخموت بسهولة حتى لو سقطت “سوليدار”، بسبب “خطوط الدفاع المستقرة” في أوكرانيا.

وفي نفس السياق قال مسؤول عسكري كبير من وزارة الدفاع الأمريكية، إن جزء كبير من سوليدار يقع تحت السيطرة الروسية بالفعل.

على الرغم من المعركة الطويلة والشديدة، يعتقد المحلل العسكري “أوليه جدانوف”، أن لا سوليدار ولا باخموت لهما أهمية خاصة من وجهة نظره، مشيرًا إلى إن روسيا تحاول أن تثبت للعالم أن جيشها قادر على الانتصار.

أما معهد دراسة الحرب، وهو مؤسسة فكرية مقرها الولايات المتحدة، قال إن “بريغوزين” سيواصل استخدام نجاح مجموعة “فاغنر” المؤكدة أو حتى المصطنعة في “سوليدار” و”باخموت” للترويج لمجموعة “فاغنر” باعتبارها القوة الروسية الوحيدة في أوكرانيا، القادرة على تحقيق مكاسب ملموسة.

انتصار دعائي

عانت روسيا من عدة انتكاسات في أوكرانيا منذ غزوها قبل نحو عام، بما في ذلك فقدان السيطرة على العاصمة الإقليمية الوحيدة في الجنوب التي تمكنت من السيطرة عليها، وبالتالي السيطرة على “سوليدار” سيكون بمثابة انتصار دعائي للكرملين أكثر من كونه انتصارًا عسكريًا.

باختصار “سوليدار” مكسب صغير بالنسبة لروسيا ومكلف، ولكن السيطرة عليها ضروري لمواجهة الأصوات التي تنتقد الحرب في الداخل الروسي.

لماذا تتزايد آلام الجسد في الشتاء وكيف يمكن التعامل معها؟

انخفاض الإنفاق العالمي على ألعاب الهاتف المحمول بنسبة 5%.. لماذا؟

من هي أبرز الوجوه الإيرانية المعارضة للنظام.. ولماذا لا تتحد؟