قطعت كاميرا الهاتف الذكي شوطًا طويلاً منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا يمكن التقليل من تأثيرها على سوق الكاميرات بشكل عام.
في الواقع، أصبحت الهواتف الذكية الحديثة متطورة للغاية لدرجة أن الرئيس التنفيذي لشركة سوني لتصنيع أشباه الموصلات يتوقع أن كاميرات الهواتف الذكية ستنتج قريبًا صورًا ذات جودة أفضل من كاميرات DSLR.
قدرة الهواتف الذكية على أخذ مكانة الكاميرات المستقلة موضوع لا يزال محل، وتعتبر قضية مثيرة للجدل، ولكن هناك شيء واحد واضح، وهو ارتفاع مبيعات الهواتف الذكية بشكل كبير خلال العقد الماضي، وتراجع مبيعات الكاميرات الرقمية.
تاريخ الكاميرات المستقلة
كانت الكاميرات موجودة منذ آلاف السنين ، مع وجود أوصاف للأجهزة الشبيهة بالكاميرا في الكتابات التاريخية التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع، ففي عام 330 بعد الميلاد تصف النصوص الصينية القديمة جهازًا يُعرف باسم الكاميرا المظلمة، وعلى غرار الكاميرات ذات الثقب، لم تنتج هذه الكاميرات صورًا فعلية، بل انعكاس الضوء على الشاشات التي يمكن تتبعها بعد ذلك لإنتاج صورة دائمة.
في أوائل القرن التاسع عشر اخترع “جوزيف نيسيفور نيبس”، أول كاميرا تصوير في عام 1816، وذلك باستخدام كلوريد الفضة، ثم تمكن “نيبس” من تطوير صورة لا تزال موجودة حتى اليوم.
وفي أربعينيات القرن التاسع عشر، كانت الكاميرات تنتج ضعيفة حيث كان لابد من تصحيح ألوانها حتى تم اختراع الكاميرات العاكسة، من قبل “ألكسندر وولكوت”، فهو أول شخص يحصل على براءة اختراع لكاميرا عاكسة في عام 1840.
أما في عام 1871 ابتكر “ريتشارد ليتش مادوكس” اختراعًا أدى إلى التعرض الفوري ، مما يعني أن الكاميرات تحتاج فقط إلى التعرض للضوء لبضع ثوانٍ قبل إنتاج الصورة.
كانت هذه الاختراعات المبكرة علامات بارزة في تطوير الكاميرا الحديثة، ومع ذلك لم تكن الكاميرات والأفلام متاحة للجماهير حتى جعلت كاميرا Kodak’s Brownie التصوير رخيصًا نسبيًا.
ظهور كاميرات الأفلام
تم إطلاق Kodak Brownie في عام 1900 ، وكانت عبارة عن كاميرا أفلام رول غير مكلفة ومحمولة باليد اخترعها “جورج إيستمان”.
وعند إطلاقها لأول مرة ، بيعت الكاميرا بما يعادل حوالي 35.48 دولارًا، مع بيع أكثر من 100 ألف كاميرا خلال العام الأول، لذلك يُنسب إلى “إيستمان” الفضل في جعل التصوير رخيص و في متناول الجميع.
في السنوات التالية لعبت التقنية المتطورة دورًا بارزًا في تزويد الكاميرات بالمزيد من الإمكانيات مثل محدد المنظر، وسرعة الالتقاط، والعدسات القابلة للفصل، وكانت هذه الميزات ممكنة على ما يُعرف باسم الكاميرات العاكسة للعدسة المزدوجة TLR ولكن سرعان ما تم استبدالها بكاميرات انعكاسية أحادية العدسة (SLR).
الكاميرات الرقمية
بحلول أواخر التسعينيات، تم اختراع الكاميرات الرقمية وبدأت تتفوق بسرعة على كاميرات الأفلام، وعلى عكس نظيراتها في الأفلام، تتميز الكاميرات الرقمية بمستشعر رقمي وتخزين الصور على بطاقة ذاكرة حيث يمكنها تخزين آلاف الصور.
نمت مبيعات الكاميرات الرقمية خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين – وفي عام 2005 قدرت جمعية تسويق الصور الدولية أن 52٪ من الأسر ستمتلك كاميرا رقمية بحلول نهاية العام.
كاميرا الهاتف الذكي تغير اللعبة
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت الهواتف المزودة بكاميرات أقل قوة بكثير من نظيراتها المستقلة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يلتقط هاتف SCH-V200 من أوائل الهواتف المزودة بكاميرات في السوق، 20 صورة بدقة 0.35 ميجابكسل، في المقابل، تم إصدار كاميرا كانون EOS D30 الرقمية في نفس العام بدقة 3 ميجابكسل.
لكن ظهور iPhone، وظهور الهواتف الذكية الحديثة وإمكانية الوصول إليها بكاميرات قوية، غير المشهد وقلل من شغف الناس في امتلاك كاميرات رقمية مستقلة، ففي عام 2022 ، جاء هاتف Pixel 7 من Google مزودًا بعدة كاميرات مدمجة، مع كاميرا خلفية بعرض 50 ميجابكسل وكاميرا خلفية فائقة الاتساع بدقة 12 ميجابكسل، وبالمقارنة فإن كاميرا “كانون” EOS 850 بها مستشعر بدقة 24.1 ميجابكسل.
شركة شوكولاتة شهيرة.. متهمة ومُطالبة بـ 5 مليون دولار تعويض
كارثة أمازون في 2022.. المخاوف تتزايد في أداء عملاق التسوق
رالي داكار 2023 في السعودية.. 14 مرحلة من الإثارة بمشاركة 455 مركبة