يحاول زعماء العالم المجتمعون في قمة مجموعة العشرين في بالي، نزع فتيل تصعيد محتمل في حرب أوكرانيا، بعد أن ضرب صاروخ محتمل أن يكون “روسي الصنع” بولندا العضو في الناتو مما أسفر عن مقتل شخصين.
في هذا التقرير، نرصد لكم أهم ما صرح به زعماء العالم حول الضربة الصاروخية على بولندا.
سقوط صاروخ على بولندا
سقط الصاروخ خارج قرية برزيودو البولندية الريفية، على بعد نحو 6.4 كيلومترات غربًا من الحدود الأوكرانية بعد ظهر أمس الثلاثاء، في نفس الوقت تقريبًا الذي شنت فيه روسيا أكبر موجة من الهجمات الصاروخية على المدن الأوكرانية منذ أكثر من شهر.
لا تزال الظروف المحيطة بالحادث، الأول من نوعه الذي تتعرض فيه دولة من دول الناتو لضربة مباشرة خلال الصراع الأوكراني الروسي الذي استمر قرابة 9 أشهر، غير واضحة.
ولا يُعرف من أطلق الصاروخ أو من أين أطلق بالضبط، رغم أن وزارة الخارجية البولندية وصفته بأنه “روسي الصنع”.
ماذا قال زعماء العالم؟
في حديثه للصحفيين بعد عقد اجتماع طارئ مع قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي على هامش قمة مجموعة العشرين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه “من غير المحتمل” إطلاق الصاروخ من داخل روسيا.
وأكد بايدن: “اتفقنا على دعم تحقيق بولندا في الانفجار.. وسأحرص على اكتشاف ما حدث بالضبط”، مضيفًا أن القادة أبدوا تعاطفهم بشأن مقتل شخصين.
وأوضح الرئيس الأمريكي: “سنحدد بشكل جماعي خطوتنا التالية بينما نقوم بالتحقيق والمتابعة”.
بعد بيان بايدن، قال مسؤول عسكري في حلف شمال الأطلسي لشبكة CNN إن طائرة تابعة للتحالف كانت تحلق فوق المجال الجوي البولندي وقت الانفجار، تعقبت الصاروخ.
ولم يذكر مسؤول الناتو مَن أطلق الصاروخ أو من أين أُطلق.
قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في بيان اليوم الأربعاء، إن الضربة الصاروخية داخل حدود بولندا يوم الثلاثاء “لم تكن لتحدث لولا الهجمات الصاروخية الروسية المروعة على أوكرانيا”.
عقد أعضاء مجموعة السبع وحلف الناتو اجتماعًا هذا الصباح في بالي خلال اجتماع مجموعة العشرين لمناقشة الحادث الذي وقع في بولندا الليلة الماضية.
واتفق القادة على أنهم “متحدون في رسالتهم بأنهم بحاجة أولاً إلى إثبات الحقائق وبالتالي دعم تحقيق بولندا”.
ودعت الرئاسة الفرنسية إلى توخي الحذر الشديد بشأن مصدر الصاروخ الذي سقط في بولندا، مضيفة أن “مخاطر التصعيد كبيرة”.
تبادل التصريحات بين بولندا وروسيا
في تصريحات سابقة الثلاثاء، أشار الرئيس البولندي أندريه دودا، إلى أنه على الرغم من عدم وضوح من أطلق الصاروخ، فإنه “على الأرجح” صنع في روسيا.
وقال دودا خلال كلمة ألقاها من مكتب الأمن القومي في وارسو: “إننا نعمل بهدوء وبطريقة هادئة للغاية”.
وأضاف في خطابه إن الولايات المتحدة سترسل خبراء للتحقيق في الموقع كجزء من عملية مشتركة.
ونفى الكرملين ضلوعه في الانفجار، كما وصفت وزارة الدفاع الروسية تقارير وسائل الإعلام البولندية، التي أبلغت عن الوفيات لأول مرة، بأنها “استفزاز متعمد من أجل تصعيد الموقف”.
وأضافت أن صور الحطام التي نشرتها وسائل إعلام بولندية “من موقع قرية برزيودو لا علاقة لها بالأسلحة الروسية”.
وقالت البعثة الروسية في الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن “الحادث الذي وقع في بولندا هو محاولة لإثارة صدام عسكري مباشر بين الناتو وروسيا”، مضيفة أن الحادث سيكون محور الاهتمام في اجتماع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من اليوم.
قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي يوم الثلاثاء إن الأدلة تشير إلى أن الصاروخ الذي سقط في برزيودوف كان “عملًا منفردًا” ولا يوجد دليل على المزيد من الهجمات الصاروخية.
لكنه قال إن بولندا ستزيد من استعدادها العسكري وإنها تفكر في تفعيل المادة 4 من معاهدة الناتو.
المادة 4 هي طريقة تشاور تسمح لأعضاء التحالف المؤلف من 30 دولة بطرح قضية – عادة تتعلق بالأمن – للنقاش في مجلس شمال الأطلسي، وهو هيئة صنع القرار التابعة له.
بعد تحركات الدول الغربية.. هل يمكن استبعاد روسيا من مجموعة العشرين؟