الموسيقى تجعل الحياة أفضل، هناك توافق بين الخبراء على هذا المبدأ، إذ استخدمت الموسيقى عبر مختلف الثقافات كمنظم قوي للمزاج، حيث يتم الاستعانة بها لتهدئة أرواحنا وتخفيف آلامنا.
القوة العاطفية للموسيقى هي أحد الدوافع الرئيسية التي تجعل الناس يكرسون الكثير من الوقت والطاقة والمال لها، فمن خلالها يحصلون على المزيد من النشاط الذي يساعدهم في الحفاظ على التركيز بمختلف المهام ولكسر حالة الملل، باختصار نحن نعتمد على الموسيقى لمنحنا القوة، حيث نتلاعب بمزاجنا من خلال الألحان، ولكن يبقى السؤال كيف تنتج الموسيقى مثل هذا التأثير القوي على العقل؟
التعامل مع الإجهاد
تقدم الموسيقى موردا لتنظيم المشاعر، فعلى سبيل المثال، تمكّن الموسيقى الحزينة المستمع من الابتعاد عن المواقف المؤلمة (الانفصال والموت وما إلى ذلك) والتركيز بدلاً من ذلك على جمال الموسيقى، علاوة على ذلك، يمكن للكلمات التي يتردد صداها مع التجربة الشخصية للمستمع أن تعطي صوتًا لمشاعر أو تجارب قد لا يتمكن المرء من التعبير عنها.
الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والبطيئة، مثل الموسيقى الكلاسيكية، أفضل لإدارة المشاعر السلبية مقارنة بالموسيقى الثقيلة، فيمكن أن يؤثر الاستماع إلى الموسيقى السعيدة على الطريقة التي ينظر بها المرء إلى العالم في موقف مرهق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تمنحك النغمات المتفائلة نظرة متفائلة وتجعلك تشعر بتحسن.
الموسيقى والذاكرة
يمكن أن يؤدي الاستماع إلى مقطوعة موسيقية تم تشغيلها كثيرًا خلال حدث مهم في الحياة (على سبيل المثال، احتفال عائلي) منذ سنوات عديدة إلى إثارة تجربة عاطفية شديدة الحنين، والشعور هنا ليس في الموسيقى نفسها، ولكنه فيما تذكرنا به.
يستخدم العديد من المستمعين الموسيقى لتذكير أنفسهم بأحداث الماضي، مما يجعلهم يشعرون بالحنين إلى الماضي.
المتعة في الموسيقى الحزينة
بالنسبة للبعض، فإن الموسيقى الحزينة تزيد من حدة مشاعر الحزن والخسارة المرتبطة بالأحداث والذكريات الشخصية، فالاستماع إلى أغنية حزينة أثناء وجودك في مزاج حزين يشبه شخصًا (صديقًا) يتعاطف مع تجربتك.
على المستوى البيولوجي، ترتبط الموسيقى الحزينة بهرمون البرولاكتين (المرتبط بالبكاء) ، وهو مادة كيميائية تساعد في كبح الحزن، حيث ينتج البرولاكتين الشعور بالهدوء لمواجهة الألم العقلي.
الشعور بالانتقال
غالبًا ما تجعلنا الموسيقى نشعر بالرغبة في البكاء لأننا نشعر بالرهبة والإعجاب، قد نشعر بالقشعريرة والدافع لتحسين الذات والمجتمع، وغالبًا ما تكون التجربة مكثفة وممتعة.
الموسيقى والشعور بالوقت
الموسيقى هي محفز عاطفي قوي يغير علاقتنا مع الوقت، إذ يبدو أن الوقت يمر بسرعة عند الاستماع إلى الموسيقى الممتعة، لأن سماع موسيقى ممتعة يصرف الانتباه عن معالجة الوقت، علاوة على ذلك، يبدو أن تأثير التقصير المرتبط بالانتباه يكون أكبر في حالة الموسيقى منخفضة الإثارة (الهادئة) ذات الإيقاع البطيء، فعلى سبيل المثال، تُستخدم الموسيقى في غرف الانتظار لتقليل المدة الذاتية للوقت الذي يقضيه الأشخاص في الانتظار، وتجدها أيضًا في محلات السوبر ماركت لتشجيع الناس على البقاء لفترة أطول وشراء المزيد، إذ يقضي المستهلكون وقتًا أطول في متجر البقالة عندما تكون موسيقى الخلفية بطيئة، كما تعمل الموسيقى على إبقاء العمال سعداء عند القيام بعمل متكرر وممل.
لوحة لفنانة سعودية تحصد مليون ريال لصالح “أسر التوحد”