فن

توفيق الحكيم.. الموظف غير الملتزم والقريب من الناس

توفيق الحكيم

في الـ 9 من أكتوبر عام 1898 بمدينة الإسكندرية، ولد أحد أبرز الأدباء العرب، توفيق الحكيم، الذي صنع لنفسه مكانة مميزة في الميدان الثقافي العربي، وفي ذكرى ميلاده نستعرض أبرز المحطات في حياة الأديب الكبير.

توفيق الحكيم والتراث

كان للتراث المصري بصمة كبيرة على أعمال الأديب الكبير، حيث استلهم منه عبر عصوره المختلفة الكثير من كتاباته، التي منحته موقع الريادة في عالم الرواية والمسرحية العربية.

أثرت كتابات توفيق الحكيم في الكثير من الأجيال، واحتفى بها الميدان الأدبي بمختلف اتجاهاته، كما أحدثت روايته “أهل الكهف” صدى كبيرًا في الدراما العربية، نتج عنها ظهور تيار المسرح الذهني.

العصر المليء بالأحداث التي عاشها توفيق الحكيم في طفولته وشبابه، كان له بالغ الأثر في إنتاجه الأدبي، فقد كان شاهدًا على حالة الزخم الفكري والثقافي في المجتمع المصري، وفي شبابه كان شاهدًا على ثورة 1919، التي أظهرت اعتزازه بمصر في كتاباته، وتأثرت أعماله بالمفاهيم التي أتت بها الثورة آنذاك.

تأثير والده الذي درس القانون والغدارة والترجمة، ظهر في روايته الشهيرة “عودة الروح”، ورغم أنه زامل الزعيم مصطفى كامل، إلا أنه لم ينخرط في العمل السياسي.

السفر إلى فرنسا

درس توفيق الحكيم النظام الاجتماعي الأوروبي، خلال رحلته لدراسة القانون في فرنسا، ورغم أنه لم يحصل على الدكتوراه، إلا أنه استطاع دمج الأفكار الحداثية في أوروبا مع خلفيته الإسلامية والعربية، ليصنع مزيجًا خاصًا به في عالم الأدب.

من المقهى القريب من مقر عمله في محكمة الإسكندرية، خرجت للنور روايتي “أهل الكهف” و”عودة الروح”، فتوفيق الحكيم لم يكن موظفًا ملتزمًا بعد عودته من فرنسا، وفضّل الكتابة على الوظيفة.

قال عنه العالم المصري، مصطفى مشرفة: “كما أن تشارلز ديكينز مؤلف وروائي معبر عن الثقافة الإنجليزية، فتوفيق الحكيم يعتبر أفضل معبر عن الثقافة المصرية”.

رؤية ثاقبة

سبق الحكيم زمانه بوضع يده على الجرح الذي يعاني منه المجتمع المصري، خاصة الريفي وذلك في روايته المشهورة “يوميات نائب في الأرياف” والتي سلطت الضوء على متاعب هذا المجتمع والمشقات التي يعيشها أهل الريف.

وتحدث توفيق الحكيم إلى إحدى الدوريات الأدبية التي استطلعت رؤية كبار المفكرين والكتاب لعام 2000، قائلًا: “سأكتب قصة سنة 2000 تستمد حوادثها من صميم التقدم الذي تصل إليه البشرية في تلك السنة، إذا لم تقع حرب خلال الأربعين سنة القادمة، وأمكن للقوى المتصارعة في العالم أن تسخر العلم في خدمة البشرية بدلًا من دمارها”.

توفي رائد المسرح العربي يوم 26 يوليو عام 1987، في مدينة القاهرة.

مقولات توفيق الحكيم

“إذا أردت أن تصمد للحياة فلا تأخذها على أنها مأساة”.

“إن عقل المرأة إذا ذبل ومات، فقد ذبل عقل الأمة كلها ومات”.

“المصلحة الشخصية هي دائمًا الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ”.

“قيمة الكتب ليست أحيانًا في كمالها الفني، بل في استطاعتها أن تعيش في حياة طائفة من البشر”.

“إن الانسان ليفسر تصرفات الناس أحيانًا ويضخمها أو يصغرها وفقًا لعلاقتها بمشاعره وأهوائه، أما هي في ذاتها فليست ضخمة ولا ضئيلة، ولكنها مناسبة مع منطق الظروف مجردة من أي اعتبار”.

رب السيف والقلم.. أبيات خالدة للشاعر والقائد محمود سامي البارودي

أبو القاسم الشابي.. حياة قصيرة وأثر لا يُنسى

بليغ حمدي.. عزف على “العود” في عمر الـ 9 سنوات.. ولحن لعمالقة الفن

المصادر :

الأهرام /