عرف العالم التجارب النووية في 16 يوليو عام 1945، بقيادة الولايات المتحدة التي فجرت أول قنبلة ذرية في موقع تجارب في صحراء ألاموغوردو، بنيومكسيكو، بعد سنوات من البحث العلمي تحت مظلة مشروع مانهاتن.
وأجرت الدول على مدار 5 عقود أكثر من 2000 تجربة نووية، قبل أن تضع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي افتتحت في عام 1996 سطر النهاية لهذه الرواية المدمرة، واعتماد اليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية في 29 أغسطس من كل عام، اعتبارًا من عام 2009.
وبهذه الذكرى نستعرض تاريخ التجارب النووية التي أجرتها الدول خلال 50 عامًا.
أكثر الدول إجراءً للتجارب النووية
الولايات المتحدة: 1032 تجربة بين عامي 1945 و1992.
الاتحاد السوفيتي: 715 تجربة بين عامي 1949 و1990.
فرنسا: 210 تجارب بين عامي 1960 و1996.
المملكة المتحدة: 45 تجربة بين عامي 1952 و1991.
الصين: 45 تجربة بين عامي 1964 و1996.
ورغم المعاهدة، أجرت بعض الدول تجارب نووية، مثل الهند التي أجرت تجربتين في عام 1998، وباكستان تفجيرين أيضًا في نفس العام.
بينما أجرت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية 4 تجارب نووية في الأعوام 2006 و2009 و2013 و2016 و2017.
بداية العصر النووي
كانت البداية من قبل الولايات المتحدة بتفجير قنبلة ذرية وزنها 20 كيلوطن، تحمل الاسم الكودي “ترينيتي”؛ بهدف التأكد من إمكانية تصميم سلاح نووي داخلي الانفجار.
ومنحت هذه التجربة العلماء والجيش الأمريكي فكرة عن الحجم والتأثيرات الفعلية لتلك التفجيرات النووية قبل استخدامها في ميدان القتال، لكنها عجزت عن تفسير مغزى للسقاطة النووية المشعة، والتي لم تكن مفهومة جيدًا بواسطة علماء مشروع مانهاتن حتى سنوات لاحقة.
وفي الحرب العالمية الثانية، أسقطت الولايات المتحدة قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، وقد أودت هاتان القنبلتان بحياة ما يقرب من 220 ألف مواطن ياباني على الفور، كما لقي ما يزيد عن 200 ألف شخص مصرعه لاحقًا من الجرعات الإشعاعية الفتاكة الزائدة.
الحرب الباردة
بدأ سباق التسلح النووي والصناعي والفني بين القوتين العظمتين الناشئتين حديثًا، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، بمجرد انتهاء الحرب.
وخلال 3 أعوام من 1946 وحتى 1949، أجرت الولايات المتحدة 6 تجارب إضافية، بينما في 1949، أجرى الاتحاد السوفيتي تجربته الذرية الأولى “جو 1″، والتي شكّلت بداية صراع الأسلحة النووية بين القوتين العظمتين.
دفعت التوترات ومناخ الخوف والشك، المنافسة لبناء قنابل أكثر قوة وتطورًا إلى الأمام، وأجريت خلال الخمسينيات من القرن الماضي، تجارب على تصميمات قنابل هيدروجينية جديدة في الباسيفيك، مثلما تم إجراء تجارب على تصميمات الأسلحة الانشطارية المُحسنة.
وفي عام 1954، كان رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، أول سياسي يدعو إلى اتفاقية “لتجميد” التجارب النووية.
أول قنبلة هيدروجينية
كان الأول من نوفمبر 1952، شاهدًا على إجراء أول تجربة لقنبلة هيدروجينية من قبل الولايات المتحدة، وقد خلّفت تجربة كاسيل برافو في مارس 1954 أسوأ كارثة إشعاعية في تاريخ التجارب الأمريكية.
تجارب مختلفة
خلال عامي 1955 و1989، بلغ متوسط عدد التجارب النووية سنويًا 55 تجربة، وبلغت ذروتها في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وبداية الستينات من القرن ذاته.
شهد عام 1962 وحده ما يصل إلى 178 تجربة، من بينها 96 للولايات المتحدة، و79 تجربة أجراها الاتحاد السوفيتي، وهو نفس العام الذي برزت فيه أزمة الصواريخ الكوبية، التي كادت تحول الحرب الباردة إلى حرب نووية.
قبلها بعام أجريت تجربة أكبر سلاح نووي يتم تفجيره على الإطلاق، “قنبلة القيصر” بمحصلة تقديرية بلغت 50 ميجاطن.
أكبر الانفجارات النووية في التاريخ