تعرض الكاتب البريطاني هندي المولد، سلمان رشدي، لمحاولة قتل على خشبة المسرح في ولاية نيويورك، وجاء في بيان شرطة الولاية أن “رشدي أصيب على ما يبدو بطعنة في رقبته، بعد صعود مشتبه به إلى المنصة وهجومه على الروائي ومحاوره”
وقال شهود عيان لوسائل إعلام أمريكية إنه تعرض للطعن عدة مرات في منطقة الرقبة والجذع، وبدا وكأنه سقط إلى الوراء وهو يحاول الابتعاد عن المعتدي.
حالة رشدي
كان الكاتب الفائز بجائزة البوكر، يخطب في تجمع لمؤسسة Chautauqua، وقد بلغ من العمر 75 عامًا، ويُظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، مجموعة من الحاضرين يندفعون إلى المنصة فور وقوع الحادث.
قالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول في مؤتمر صحفي بعد حوالي ساعة من الحادثة، إن رشدي على قيد الحياة، وقد نُقل إلى مستشفى في إيري بولاية بنسلفانيا عبر طائرة مروحية.
المحاور الذي كان أيضًا على خشبة المسرح، هنري ريس، عانى من إصابة طفيفة في الرأس، وهو المؤسس المشارك لمنظمة غير ربحية توفر ملاذًا للكتاب المنفيين تحت تهديد الاضطهاد.
دوافع الحادثة
اشتهر الروائي الهندي المولد مع روايته “أطفال منتصف الليل” في عام 1981، بائعًا أكثر من مليون نسخة في المملكة المتحدة وحدها.
يرتبط القتل في الأغلب بالواقعة الأشهر في حياة الروائي البريطاني، التي حدثت منذ حوالي 33 عامًا، حين أصدر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله روح الله الخميني، فتواه الشهيرة بهدر دم رشدي بسبب روايته الرابعة “آيات شيطانية”، التي فُسّرت على أنها استهزاء بالنبي محمد ﷺ وزوجاته.
ناشدت الفتوى بقتل كل من شارك في نشر الكتاب ومكافأة القتلة بجائزة تبلغ 3 ملايين دولار،و رُغم أن الرئيس الإيراني أعلن أن الفتوى “انتهت” في العام 1998 بعد وفاة الخميني بسنوات عديدة، إلا أن وسائل إعلام إيرانية في العام 2016، أضافت مبلغ 600 ألف دولار لزيادة قيمة الجائزة.
تم حظر كتاب “الآيات الشيطانية” أولاً في محل ميلاد المؤلف، الهند، ثم في عدة دول أخرى، وبعد الاحتجاجات الواسعة في دول عدة، اعتذر سلمان رشدي للمسلمين، لكنه اختبأ معظم السنوات العشر التالية.
في العام 2015، أعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن استدعاء السفير التشيكي في الرياض في وزارة الخارجية “للتعبير له عن استنكار المملكة واستهجانها” ترجمة كتاب “آيات شيطانية”، إلى اللغة التشيكية “لما يحمله من إساءات ضد الإسلام والمسلمين”، وفق ما جاء في تصريح لمسؤول بوزارة الخارجية.
محاولات أخرى
على الرغم من أن الكاتب قد نجا من الأذى الجسدي حتى الآن، إلا أن الآخرين المرتبطين بالكتاب لم يفعلوا ذلك، حيث تعرض ناشره النرويجي لإطلاق النار وإصابات خطيرة في أوائل التسعينيات، وطُعن مترجمه الياباني حتى الموت.
عندما حصل رشدي على لقب فارس في عام 2007 من قبل الملكة إليزابيث الثانية، أثار ذلك احتجاجات في إيران وباكستان.
تعرضت العديد من الأحداث الأدبية التي حضرها رشدي للتهديد والمقاطعة، لكنه يواصل الكتابة ومن المقرر نشر روايته التالية، مدينة النصر، في فبراير 2023.
كان ظهوره في حدث مؤسسة Chautauqua، في غرب نيويورك، هو الأول في سلسلة محاضرات صيفية استضافتها المنظمة غير الهادفة للربح.
